غرفة الأخبار – نورث برس
تكتنف أروقة المعارضة حالة من التخبط والاتهامات، منذ أن أوعز إلى أعضاء الهيئة العامة في الائتلاف بموعد انعقاد اجتماعه، وهو يوم غدٍ الثلاثاء، حيث سيتم انتخاب قيادة جديدة، بعد تأجيله لمرتين، إذ كان من المفترض أن تجري الانتخابات في تموز/ يوليو الفائت، ولكن تم تأجيلها لشهر آب/ أغسطس، ليعاد تأجيلها إلى هذا الشهر.
ووفقاً للنظام الداخلي للائتلاف تنتخب الهيئة العامة، الهيئة السياسية، التي تتكون من رئيس ونواب ثلاثة، وأمين عام و١٩ عضواً، ليصبح عددهم ٢٤، وذلك كل عامين وفق النظام الداخلي الجديد الذي اعتمد في الخامس من تموز/ يوليو الماضي.
طيلة الفترة الماضية ظل موعد اجتماع الهيئة العامة وموعد الانتخابات طي الكتمان، حيث تواصلت نورث برس مع أكثر من مصدر في الائتلاف وجميعها أكدت أنه لم يحدد بعد موعد الاجتماع الذي يفترض أن يكون للاستحقاق الانتخابي في هذه الدورة.
وفيما بعد كشفت تقارير صحفية ومنشورات لمعارضين، عمّا كان يجري في أروقة الائتلاف، في أعقاب لقاء مسؤولين أتراك مع مجموعة من أعضاء الائتلاف في أنقرة قبل أيام.
” محاولة تمرير غير شرعي”
ذهب الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض نصر الحريري، يوم أمس، وعبر منشور على حسابه الخاص في تويتر، إلى اتهام جهات مهيمنة في الائتلاف بأنها “استأثرت على قنوات التواصل مع الخارج وتسويق خططها لدى الآخرين، وإعطائهم الانطباعات بأن هذه الفكرة أو تلك مناسبة وأنها ستؤدي إلى تحسين واقع الائتلاف, وأنها تحظى بموافقة الجميع”.
وأضاف الحريري: “أنها مررت من خلال هذه السياسة معارك تصفية حسابات وتعزيز النفوذ ومواجهة الخصوم داخل الائتلاف ولأكثر من مرة، وهي نفسها الآن تسعى من خلال نفس الآلية لتنفيذ معركة كسب ولاءات واستئثار وسيطرة على مفاصل القرار، لا نعرفها جميعها ولكن يمكن التنبؤ ببعضها”.
وشدد على أن “فرض هذا الاجتماع” في إشارة إلى اجتماع الهيئة العامة “في هذا الوقت القصير غير كافٍ من قبل المجموعة المتحكمة في الائتلاف”، مشيراً إلى أنه “يشي بمحاولة تمرير غير شرعي كما جرى في انقلابات سابقة على النظام الأساسي وعضوية الائتلاف، وهذا سيكون له بالغ الأثر على الائتلاف الذي يعيش حالة ضعف وعدم فاعلية”.
“نعي الائتلاف”
إلى ذلك علق أحمد معاذ الخطيب الذي شغل وبالتزكية منصب رئيس الائتلاف عام 2012 على منشور الحريري بالقول: “أنعي إلى جميع السوريين وفاة الائتلاف الذي كان معارضاً”.
وأضاف الخطيب: “هناك تهديد مُشين لإجبار أعضائه على التصويت لقيادة مفروضة عليه”، مشيراً إلى أن “حزب البعث الستاليني لم يستطع إركاع السوريين، ولن تستطيع عقلية فتافيته الوصاية عليه بالإجبار اليوم”.
واختتم بالقول: “لا جنازة للمتوفى فالمرتد عن وطنه تحرم الصلاة عليه”.
وكانت تقارير صحفية نقلت عن مصادر لها في الائتلاف، أن أنقرة فرضت عقد اجتماع الهيئة العامة غداً الثلاثاء، دون تحضير سابق للاجتماع والذي يفترض أن يسبق بما لا يقل عن 10 أيام، وانتخاب الرئيس الحالي للجنة الدستورية هادي البحرة رئيساً للائتلاف.
بالنسبة للتحضيرات
وقال عضو في الائتلاف فضل عدم ذكر اسمه، إنه تم إرسال دعوات لأعضاء الائتلاف لمن يرغب بالحضور الفيزيائي، حيث تتولى الأمانة العامة توفير حجوزات الطيران والإقامة الفندقية لجميع الأعضاء الراغبين بالحضور كما جرت العادة لكل اجتماع.
وأضاف لنورث برس: “بحسب المعلومات التي وصلتنا سيكون اجتماع هذه الدورة مخصصاً للاستحقاق الانتخابي وسيتم انتخاب هيئة رئاسية وسياسية لدورة جديدة”.
وأشار العضو في الائتلاف، إلى أنه “قبل أيام كان هناك لقاء لمسؤولين أتراك مع ممثلين للائتلاف في العاصمة التركية أنقرة، حيث تم مناقشة موضوع الانتخابات معهم”، في حين نفى “وجود معلومات مؤكدة لديه حول إيعاز أنقرة بإجراء الانتخابات”.
وفيما يتعلق بانتخاب هادي البحرة قال المصدر: “هناك كتل في الائتلاف داعمة لترشيحه، وله حظوظ جيدة بالفوز”.
وليس واضحاً ما سيشهده الاجتماع غداً، “خاصة مع وجود مرشح آخر للرئاسة وهو الأمين العام للائتلاف هيثم رحمة، ربما ينسحب أحدهم لصالح الآخر”.
ولم يستبعد العضو أن “يبقى التنافس قائماً بين المرشحين، مما سينعكس على باقي المناصب من نواب وأمانه وأعضاء وهيئة سياسية”.