غرفة الأخبار – نورث برس
على مدار نحو 10 أيام من التوترات بدير الزور، غاب اسم ونشاط تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، رغم أن المنطقة التي سادها التوتر كانت بؤرة لنشاط التنظيم، لا سيما القرى الثلاث الأشهر بدير الزور وهي؛ الشحيل، ذيبان والبصيرة.
تُعرف القرى الثلاث بـ “مثلث برمودا”، حيث كان عناصر التنظيم يظهرون في وضح النهار علانية، وطالما تكرر مشهد العبارات المناصرة للتنظيم ورفع رايته، بالإضافة لنشر أحكامه على السكان عبر المنشورات والتهديدات.
ورغم أن التوتر الأمني الذي ساد في دير الزور في أعقاب اعتقال قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، لـ أحمد الخبيل المدعو “أبو خولة”، قائد مجلس دير الزور العسكري، كأولى أهداف الحملة الأمنية التي أطلقتها بدير الزور “تعزيز الأمن”، ومواجهة مسلحين لـ “قسد” لا سيما في البلدات الثلاث بشكل أساسي، إلا أن التنظيم طيلة المواجهات، لم يظهر علانية بدير الزور على وجه التحديد، كما جرت العادة إذ لا يكاد يمضي يوم دون أن ينفذ هجوماً ضد نقاط لـ “قسد”.
يرجح أسامة أبو عدي، وهو ناشط إعلامي من الرقة، غياب تحركات خلايا التنظيم عن المشهد إعلامياً أو كاستهداف عسكري مباشر، “هي نقطة أراد بها التنظيم إعادة تموضعه وانتشاره ووضع خطط جديدة بانتظار ما ستؤول إليه النتائج على الأرض”.
ويضيف لنورث برس، أن الفوضى في شرقي الفرات وتوقف العمليات العسكرية في بادية الرقة ودير الزور، من قبل القوات الحكومية والفصائل الإيرانية وبدعم الطيران الروسي، “كانت بمثابة فرصة للتنظيم حتى ينفذ ما يرمي إليه”.
لكن في المقابل صعّد التنظيم من وتيرة عملياته في الرقة خلال العشرة أيام الماضية، حيث استهدف سيارة عسكرية لـ “قسد” في منطقة المزارع بريف الرقة الغربي، أدت لفقدان مقاتل حياته وإصابة اثنين آخرين، وكذلك فجّر عبوة ناسفة بسيارة عسكرية، أدت لفقدان عنصرين لحياتهما بالقرب من قرية الهيشة شمالي الرقة، وفقاً لـ الناشط.
وفي الـ 31 من آب/ أغسطس الفائت، قالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان تعليقاً على أحداث دير الزور، أنها لا تزال تركز على العمل مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان الهزيمة الدائمة لـ”داعش”، دعماً للأمن والاستقرار الإقليميين”.
وأوضحت أن الانحرافات عن هذا العمل المهم بمواجهة “داعش” ستؤدي إلى عدم الاستقرار وتزيد من خطر عودة ظهور التنظيم.
وفي الثاني من أيلول/ سبتمبر الجاري، قالت مصادر خاصة من ريف دير الزور الشرقي، إن عشرات العناصر من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، ممن كانوا متوارين عن الأنظار منذ هزيمة التنظيم على يد “قسد” في آخر معاقله بالباغوز، دخلوا ضمن جماعات المسلحين الذين استهدفوا النقاط العسكرية لقسد بريف دير الزور الشرقي.
وذكر شهود عيان، أن عناصر التنظيم يتجولون في وضح النهار ضمن القرى والبلدات بريف دير الزور الشرقي، ويتوجهون إلى البادية خوفاً من أي هجوم، بالإضافة لعناصر من فصائل من المعارضة.
ويرى أبو عدي، أن التنظيم وجد أحداث دير الزور “فرصة لإعادة ضبط أوراقه”، مشيراً إلى أن معرفات التنظيم أطلقت حملة “فكو العاني” لدعم النساء والعوائل في مخيمات “الهول، روج” بالإضافة للسجون في شمال شرقي سوريا، وهو ما تزامن مع خروج 94 عائلة من مخيم الهول باتجاه الرقة الأسبوع الماضي.
فيما تقول مصادر محلية بدير الزور، إن عناصر التنظيم، كانوا يحاولون الاستفادة من الفوضى “لجمع السلاح”، كما أن التنظيم يرى في الفوضى “ربيعاً” له.