“الذهب الأبيض” في الجزيرة السورية على وشك الانعدام

نالين علي ـ القامشلي

يتفقد حسين أرضه التي زرعها بمحصول القطن، خاصة بعد انتشار دودة القطن بين الزرع، ما أدى لإلحاق نسبة كبيرة من الضرر في موسم هذا العام.

ويتذمر حسين محمد خليف (50 عاماً)  وهو مزارع في ريف القامشلي, شمال شرقي سوريا, من تدني الإنتاج هذا العام وقلة جودته لتأثير دودة القطن عليه.

ورغم أن “خليف”، كغيره من مزارعي القطن، يقوم برش المبيدات الحشرية للقضاء على الدودة، كل 10 إلى 15 يوماً، إلا أن كل ذلك لم يجدِ أي فائدة في مكافحتها.

ويواجه “خليف”، مجموعة من الصعوبات في زراعة القطن أيضاً، منها “تأمين مادة المازوت لتشغيل المولدة وسقي المحصول، فهو يتطلب الكثير من الجهد وأخذ وقت لتأمينه. حتى نجيب المازوت, نص القطن يروح”.

ويفكر المزارع أن يقوم بجمع ما تبقى من محصوله, قبل موعد قطافه بـ20 يوماً, لتجنب المزيد من الخسائر. وبلهجته العامية يقول لنورث برس: “إذا قدرنا هالسنة ناخد نص المحصول, بكون نعمة الله”.

ويعتبر القطن، (الذهب الأبيض)، من المحاصيل الاستراتيجية في سوريا، وتتركز زراعته بشكل كبير في شمال شرقي سوريا، لا سيما سرير الفرات، حيث المساحة الأكبر له.

ويبدأ موسم زراعة القطن بحسب المزارعين, في بداية شهر نيسان/ أبريل, من كل عام، ويستمر حتى أواخر شهر تشرين الثاني/ نوفمبر, ليتم قطفه, وتعبئته ضمن أكياس نايلون.

ويشير أحمد موسى، وهو مزارع من قرية نصران بريف القامشلي, في حديث لنورث برس، إلى أن إنتاج القطن هذا العام “قليل جداً مقارنة بالمواسم الفائتة, وبشكل خاصة أن أسعار جميع مستلزمات الزراعة ارتفعت إلى الأضعاف”.

ويضيف: “نشتري كل شيء بالدولار، المازوت والسماد والدواء. أسعارها جميعها تعتمد على سعر صرف الدولار, والذي شهد ارتفاعاً كبيراً, وبالتالي ينعكس علينا”.

ويدر القطن مرابح جيدة للمزارعين، وتراوح سعره في مناطق الإدارة الذاتية خلال الموسم الماضي بين 600 و800 دولار أمريكي، لكن تفتقد المنطقة لمنافذ تصريفه، كالمعامل والمحالج وغيرها. ولكن الإدارة لم تحدد سعره بعد لهذا العام.

ويعاني عبد السلام موسى (25 عاماً) مزارع في ريف القامشلي، من جودة بذار القطن، “أغلب الأحيان يكون نصف البذار فاسدة، وبالتالي يؤدي لتدني إنتاج موسم القطن”.

ويصف المزارع موسم القطن هذا العام بالـ”معدوم”، إذ إن “نصفه لم ينجح بسبب نوع  البذار”.

كما أن ارتفاع الدولار أيضاً، “كان له أثر كبير علينا نحن كمزارعين, من ناحية شراء المواد والسماد والمازوت, ما ضاعف الأعباء في ظل انخفاض إنتاج القطن هذا العام”.

ويطالب عبد السلام كغيره من المزارعين، الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بتحديد تسعيرة شراء القطن هذا العام بما يتوافق مع سعر صرف الدولار الأمريكي, لتعويضهم قليلاً عن الخسائر.