عائلة سورية لاجئة في أربيل تبيع الكرتون وبقايا البلاستيك لتعيش

سهى كامل ـ أربيل

تصحو عائلة اللاجئ السوري، فصيح تمر، منذ الصباح الباكر، لتبدأ عملها الشاق، بنبش القمامة وجمع الكرتون من المحلات التجارية داخل مخيم قوشتبه للاجئين السوريين في أربيل وفي محيطه.

تعمل الأم وأولادها في جمع كل ما تيسر من عبوات بلاستيكية وقوارير زجاجية وكرتون وخردوات وغيرها، يحملونها إلى حديقة منزلهم الصغيرة، داخل مخيم قوشتبه، حيث ينتظرهم والدهم الذي بدوره يجمعها في سيارته ويبيعها.

ظروف الهجرة واللجوء، أجبرتهم على امتهان النبش وجمع الكرتون، من المحلات التجارية والحاويات القريبة والبعيدة، لتأمين بعض الدنانير التي لا تسد سوى جزء من متطلباتهم اليومية.

ومنذ بداية الحرب في سوريا في العام 2011، لجأت العديد من العائلات السورية إلى إقليم كردستان العراق، بعضهم نجح ببناء مستقبل لعائلته، وبعضهم الآخر مازال يعاني من قسوة الحياة داخل المخيمات، خاصة مع تراجع المساعدات الدولية للاجئين السوريين، وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية.

يقول فصيح تمر لنورث برس:  لجأنا إلى أربيل منذ نحو عشر سنوات، لكن مع تناقص المساعدات الدولية للاجئين السوريين، وقلة فرص العمل، لم نجد حلّاً سوى العمل في جمع الخردة ونبش القمامة، لتأمين قوت يومنا.

وعن طبيعة عملهم، يشرح “تمر”: “نجمع أنا وأم الأولاد وأطفالي، كل ما نجده في المحلات التجارية، نرتبها في حديقة منزلنا، وكل ثلاثة أيام نقوم ببيعها، نبيع الـ 100 كيلو بـ 7000 دينار عراقي، أي ما يعادل 5 دولارات،  نعمل يومياً من الصباح حتى المساء ولا نجمع أكثر  60 كيلو من الكرتون وبقايا البلاستيك، هذا هو حالنا”.

بابتسامة رضا، تبدأ اللاجئة السورية أمينة تمر، حديثها لنورث برس، تقول: “قررت مساعدة زوجي، عندما ضاقت علينا الأحوال، وأصبحنا نعجز عن تأمين رغيف خبزنا، وجدنا الحل بالعمل، بدأنا بجمع الكرتون وبيعه، رغم قساوة هذا العمل، لكنه يؤمن بعض النقود لدواء زوجي ومعيشة أولادي”.

وتتمنى العائلة السورية، أن تجد فرصة عمل بظروف صحية أفضل، ومردود أعلى، تقول “تمر”: “تهجرنا من منزلنا في الحسكة، وجئنا إلى أربيل بحثاً عن حياة أفضل، لكن رحلة اللجوء مضنية ومتعبة، خاصة بعد مرور عشر سنوات بعيداً عن الوطن”.

تحرير: تيسير محمد