توجيهان مختلفان .. مناهج مختلفة بين مناطق الجيش الوطني و”تحرير الشام”

فاروق حمو ـ إدلب

“لا أستطيع حمل بطيختين بيد واحدة”.. كان هذا كلام مأمون الأحمد، وهو اسم مستعار لطالب شهادة ثانوية من بلدة أطمة شمال إدلب، إذ عانى خلال الفصل الدراسي الثاني لهذا العام، من الضغوط التي مُورست عليه هو وزملائه خلال تقديمهم لامتحانات الشهادة الثانوية في بداية صيف 2023.

وواجه “الأحمد”، ضغطاً كبيراً في التنسيق بين تقديم امتحانات الشهادة الثانوية التابعة للحكومة السورية المؤقتة والشهادة التابعة للمجالس المحلية في المنطقة المرتبطة بمديريات التربية في ولايات تركية كـ(كلس وهاتاي وعينتاب)، حيث يتضارب تقديم مادة لدى الحكومة المؤقتة بنفس اليوم وبتوقيت ضيق مع تقديم مادة تابعة للتربية التركية، ما يجعل الطالب في حرج وضيق من أمره، وعجز عن جمع المعلومات المخزنة في عقله بسبب تلك الضغوط.

ويقوم الكثير من طلاب الشهادة الثانوية أو الإعدادية في كل من ريفي إدلب وحلب، بتقديم امتحانات لدى الحكومة السورية المؤقتة والتربية التركية (التي تعتمد في كافة امتحاناتها على نظام الأتمتة) والتي تضيف إلى جانب منهاج الحكومة السورية المؤقتة مادة اللغة التركية كمادة رئيسية في المنهاج، بحسب “الأحمد”.

واضطر “الأحمد”، كغيره من مئات الطلاب، على مواكبة الامتحانات في كلا الطرفين (في شهادة الحكومة المؤقتة والحكومة التركية)، عبر استخراج هوية مجلس محلي في مدينة أعزاز بالإضافة لهويته الصادرة عن حكومة الإنقاذ في إدلب، وسط ضغط كبير خلال أيام التقديم، التي استمرت قرابة الأسبوعين، ثلاثة أيام منها يقوم بتقديم النظام التركي المؤتمت كل يوم 3 مواد، ربما تتعارض أيضاً في بعض الأيام مع مادة من مواد شهادة الحكومة المؤقتة.

ومن جهته قال رائد العبود، وهو اسم مستعار لمدير مدرسة شمال حلب لنورث برس: “بالنظر إلى الواقع التعليمي والتربوي في المناطق المحررة نلاحظ وجود جهتين تدعمان التعليم وبالتالي مرجعيتين مختلفتين، فالمناهج أحد تلك الاختلافات”.

وأضاف لنورث برس: “إذ نجد منهاجين مختلفين للمناطق التابعة للتربية التركية والمناطق التابعة للحكومة المؤقتة وحكومة الإنقاذ، وما ينتج عن اختلاف التبعية، اختلاف الهيكلية التعليمية والخطة الدراسية وحتى المواد، منها ما هو موجود ومنها غير ذلك”.

كما تختلف طريقة الامتحانات للشهادتين الإعدادية والثانوية من حيث شروط التقدم والرسوم وأسلوب الامتحان بين الأتمتة والتقليدي، ناهيك عن ذلك الاختلاف الكبير في سلم الرواتب والأجور بين الجهتين وطريقة التعيين والاختيار والحقوق والواجبات، بحسب “العبود”.

وأشار إلى أن كل ذلك وغيره، “جعل طلابنا في تخبط كبير. فكثيراً ما نرى من طلابنا أنه يقدم على الامتحان للشهادة الثانوية لدى الجهتين في آن واحد (مجالس ومؤقتة) ويصادف مادتين بيوم واحد. فنجد الضحية الأولى والأخيرة لذلك هم أبناءنا الطلبة فبعض الجامعات تقبل بإحدى الشهادتين دون الأخرى وبعضها الآخر يقبل بالاثنتين بعد اختبارات”.

ورأى سمير عباس (33 عاماً) وهو اسم مستعار لمدرس لغة عربية في مدينة أعزاز شمالي حلب، أن “التعليم الآن في أسوء مرحلة يمر بها خلال سنوات الحرب الماضية، بعد التطفل التركي عليه من خلال فرض المناهج واللغة التركية كلغة أساسية في المنهاج خلال المرحلة الابتدائية والإعدادية”.

وقال “عباس” لنورث برس، إنه من “الإجحاف” بحق الطلاب أن يكون هناك تكميلي في شهادة الحكومة المؤقتة في حين لا يوجد تكميلي لدى شهادة المجالس التابعة لتركيا، رغم الحاجة الماسة لذلك، كون الطالب يقوم بتقديم 9 مواد خلال 3 أيام فقط، فمن باب الإنصاف يجب تخفيف الضغط عنه بإعادة المواد في فترة مقاربة للامتحان الأساسي.

تحرير: تيسير محمد