الدفتر.. حلم التلاميذ في مدارس الحكومة السورية
دهب المحمد ـ دمشق
اعتاد التلاميذ في مناطق سيطرة الحكومة، منذ أن يبدأ العام الدراسي على مصطلح “الليلي والنهاري” في إشارة أن لأوقات الدوام في المدارس دفترٌ خاص، وللوظائف دفتر خاص، ليراها المدرس في اليوم التالي، لكن أمام هذا الغلاء الذي يصفه السكان بـ”الفاحش” هل سيكون للمدرسة دفتر وللواجبات دفتر آخر؟
حسبة بسيطة!
خلال جولةٍ في سوق المكتبات المخصص لبيع الدفاتر والكتب في منطقة الحلبوني بدمشق، يبلغ سعر الدفتر “100 طبق” نوعية وسط 12000 ألف ليرة سورية، و200 طبق “36 ألف ليرة سورية، إذا كان كل ولد يحتاج 4 دفاتر على الأقل، كل اثنين من نوع يكلف “96” ألف ليرة سورية أي نصف راتب موظف حكومي.

هذا غير الحقائب المدرسية التي تبدأ أسعارها من 100 ألف ليرة سورية للنوعية أقل من وسط، لتصل للماركات المعروفة إلى 350 ألف ليرة سورية، بينما يبلغ سعر القلم بين 1500 و2000 ليرة سورية حسب النوعية أيضاً.
فكم يكلف كل طالب إذا احتاج كل هذه الأشياء؟ ربما تكون هذه مسألةً في مادة الرياضيات التي تحتاج بالتأكيد لدفتر كبير؟
يحتاج علي حيدر (47 عاماً) وهو اسم مستعار لضابط متقاعد من مدينة جبلة، مليون ليرة سورية “لأكسي 2 من أولادي للمدارس، من قرطاسية، وملابس، وأحذية مريحة تقيهم الحر والبرد، فأنا الآن أحاول الحصول على قرض”.
ويقول لنورث برس: “صرنا مثل لبنان لكل شيء قرض”، ويضيف: “التساهل قليلاً بموضوع الملابس المدرسية يريح الأهل نوعاً ما، لكن يجب على وزارة التربية أن توجه المدرسين/ات بعدم تكليف الطالب بأكثر من دفترين، وتقليل الواجبات المدرسية”.
بينما تشير لودي محمد، (40 عاماً) وهي ربة منزل تقيم في دمشق، إلى أن الأهل لا يستطيعون التقصير بحق أولادهم مهما كانت الظروف، لأن التقصير بدفتر أو قلم، سيشعر الطفل بحالة نفسية سيئة وأنه أقل مستوى من بعض أقرناه، حتى في المدارس الحكومية.
وتقول لنورث برس: “لذلك توحيد عدد الدفاتر والأقلام ونوعيتها ومراعاة الظرف الحالي هو الحل الأمثل لهذه لمشكلة ليتساوى كل الطلبة”.
معارض السورية للتجارة!
تفتح كل عام صالات السورية للتجارة التابعة لوزارة التجارية الداخلية وحماية المستهلك، معرضاً للقرطاسية، يذهب إليه السكان، ممن لا تهمهم الجودة الخاصة بالمواد، فهي نوعيات “أقل من وسط بكثير”، حسب تعبير، لينا مقصود (44 عاماً) وهي ربة منزل في دمشق.
وبالتالي يمكن أن تتلف تلك النوعيات من القرطاسية بأول شهر ضمن المدرسة، لذلك، يلجأ الناس للأشياء ذات المواصفات الأعلى، إلا أن ذوي الدخل المحدود سيشترون منها، “وخصوصاً الدفاتر القديمة التي عليها صور لحزب البعث العربي الاشتراكي، ماتزال متداولة”، على حد تعبيرها في بعض الصالات.

والعام الماضي، أصدرت وزارة التجارة، قرض القرطاسية الذي يبلغ 100 ألف ليرة سورية، لكن حتى اللحظة لم يصدر أي شيء عنها سوى افتتاح الصالات.
ماذا يقول الأساتذة؟
وعن موضوع الدفاتر والقرطاسية، تتحدث رنيم علي، (25 عاماً)، وهي مدرسة في المرحلة الابتدائية بإحدى مدارس دمشق، قائلةً “أنها لا تطلب من التلاميذ سوى دفتر واحد، ليكتبوا عليه الواجبات، وتستخدم السبورة لتدريب الجميع”، ويساعدها على هذا الشيء أن مدرستها نموذجية وعدد طلاب الصف الواحد قليل، وتكتفي بالدفتر لتسخره للواجب البيتي، وتحاول أن يكون قليلاً.
بينما أشار طارق محمود، (33 عاماً) وهو مدرس من حمص، أنه شهد حالات غيرة كثيرة بين التلاميذ، بسبب تفاوت نوعية وشكل وعدد القرطاسية بين الطالب والآخر، رغم قلة من يحملون قرطاسية جيدة، لكن شكل هذا الموضوع عبئاً نفسياً على الطلاب عموماً، ولهذا يشير إلى ضرورة تنظيم القرطاسية.