إلى أين وصلت مساعي الإدارة الذاتية للاعتراف وتطوير مناهجها التعليمية؟
دلسوز يوسف ـ القامشلي
مع بدء العام الدراسي الجديد 2023 – 2024 في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تواصل هيئة التربية والتعليم مساعيها للارتقاء بنظامها التعليمي وسط جملة من التحديات.
واختتمت هيئة التربية والتعليم اجتماعها السنوي الذي عقد في الـ 28 من آب / أغسطس الفائت، بجملة من القرارات تركزت بمجملها على رفع الكفاءة المهنية للعاملين وتطوير القدرات الإدارية واتباع أساليب التدريس الحديثة وتأمين الوسائل اللازمة لذلك.
هذه المخرجات سبقتها زيارات لوفود من هيئة التربية والتعليم إلى ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية خلال العام الحالي، تكللت بالتأكيد على ضرورة نقل تجارب الطرفين بهدف تطوير الخبرات والجانب التربوي.
تطوير المناهج
وستعمل هيئة التربية على افتتاح مكاتب في المجال الرقمي، كتجربة بعدة مدارس كأسلوب جديد في التدريس على أن يطبق في كافة المدارس لاحقاً، إلى جانب تطبيق قانون جديد (لم تسمه) يهدف إلى قفزة نوعية في مجال التعليم، وفق ما قالته سميرة حج علي، الرئيسة المشاركة لهيئة التربية والتعليم في شمال شرقي سوريا لنورث برس.
وشددت على أن علاقاتهم الخارجية مع الجهات المختصة بالتعليم والتربية ‘‘قوية’’، وأن مساعيهم في إطار الارتقاء بمجال التعليم متواصلة وفق الأساليب الحديثة.
ويعتبر التعليم من الركائز الأساسية التي أحدثت الإدارة الذاتية نقلة نوعية فيها، رغم عدم وجود اعتراف رسمي بمناهجها، بعدما وضعت أسساً جديدة في الأسلوب التعليمي والتي تعتمد على التقييم بدلاً من الامتحانات النهائية.
وخرجت جامعات الإدارة الذاتية الثلاث، وهي ‘‘روج آفا’’ في القامشلي، و‘‘الشرق’’ في الرقة، و‘‘كوباني’’ في كوباني، من استحداثهم قبل نحو ستة أعوام، المئات من المتخرجين في جميع الكليات العلمية المتوفرة، وانخرطوا ضمن مجال العمل ضمن مناطق شمال شرقي سوريا.
ورغم هذه النجاحات، إلا أن الكثير من الانتقادات في الأوساط المحلية وجهت لكفاءات الكادر التدريسي ولا سيما المرحلة الابتدائية، في الوقت التي تواظب هيئة التربية، خلال العطلة الانتصافية، على تنظيم الكثير من ورشات التدريب للمعلمين، كما أصدرت مؤخراً قراراً نص على إلغاء عطلة يوم السبت وجعلها يوماً لتدريب المعلمين.
وأوضحت حج علي، أنه لسد الثغرات وتطوير المعلمين ورفع كفاءتهم التدريسية، أقاموا الكثير من الورشات التدريبية حول أساليب التدريس ضمن أكاديميات هيئة التربية.
وأضافت: “مؤخراً قمنا بالتنسيق مع بعض المنظمات، لتنظيم ورشات تدريبية للمعلمين للمرحلة التحضيرية وتدريبهم على أساليب جديدة ليتفاعل معها الأطفال والتركيز على الفهم وحتى متابعة حركات الأطفال الجسدية”.
الاعتراف
من النقاط الشائكة التي تعمل الإدارة الذاتية على حلها والتي كانت محط جدل واسع خلال السنوات الماضية، هي مسألة الاعتراف بالمناهج التي تدرسها.
ولا تعترف بمناهج الإدارة الذاتية سوى الجامعات التي افتتحتها ضمن مناطقها، إلا أن حج علي، تشدد على أنه “عندما يكون لدينا مدارس وكادر تدريسي وطلبة وجامعات، يعتبر هذا بحد ذاته مشروعية لمستقبل هؤلاء الطلبة، كون هؤلاء من أبناء هذه المنطقة وسوف يخدمون مناطقهم”.
وتلفت النظر إلى أنهم خلال لقاءاتهم الخارجية مع وزارات التربية، يسعون دائماً لتطوير مناهجهم بشكل تخصصي، وقالت: “لدينا خطة واستراتيجية نعمل عليها منذ سنتين لتطوير المناهج ولا زالت مستمرة في سبيل الاعتراف بمناهجنا”.
بينما محلياً لا تزال الحكومة السورية متعنتة تجاه الاعتراف بالمناهج التي تدرسها الإدارة الذاتية ضمن المدارس، رغم عدة لقاءات سابقة جمعت الطرفين.
ويقول فريد عطي، الرئيس المشارك للمجلس العام في الإدارة الذاتية، إن مسألة المنهاج والاعتراف بها لا تزال على حالها، فهيئات الإدارة الذاتية مرتبطة ببعضها البعض، ولا يوجد أي تطور جديد من جهة حكومة دمشق للاعتراف بالمنهاج والتي هي جزء من الإدارة.
وأضاف في تصريح لـنورث برس: “انت لدينا محاولات سابقة للجلوس على طاولة الحوار لإيجاد حل للأزمة السورية بشكل عام والتعليم جزء منه، حيث مشروعنا واضح، فنحن نريد دولة تعددي وديمقراطي والإدارة الذاتية جزء من سوريا، لكن لا يوجد أي خطوات ملموسة من قبل الحكومة تجاهنا والمساعي في طريق مسدود والحكومة مستمرة في تعنتها والعقلية القديمة التي تصور سوريا ما قبل 2011”.