ارتفاع أجور المواصلات يشل حركة السوريين داخل المدن وخارجها

ليلى الغريب ـ دمشق

تضاعف أجار المواصلات لأكثر من الضعف جعل سوريين في مناطق سيطرة الحكومة، يختصرون قدر الإمكان في تنقلاتها وتحركاتها.

وأصبحت كلفة أي مشوار لا تقل عن ألفي ليرة بالحدود الدنيا، وهذا سبب إرهاقاً كبيراً للأسر المنهكة من تكاليف تأمين الطعام أصلاً.

وكانت الحكومة السورية قد أصدرت قراراً برفع أسعار المشتقات النفطية في منتصف الشهر الماضي، بنسب كبيرة وصلت إلى 170% لمادة المازوت مثلاً.

فاعلوا خير

تقول موظفة في إدارة حكومية تستخدم أكثر من 3 سيارات لتصل إلى عملها، إن راتبها لم يعد يغطي تكاليف النقل، وأنها تضطر للوقوف على الحواجز العسكرية، ليتم تأمينها بسيارات خاصة يرضى أصحابها نقلها من أقرب نقطة إلى أخرى ريثما تصل إلى بيتها في منطقة بعيدة كثيراً عن دمشق.

وتؤكد أنها في الكثير من الأيام تنتظر أكثر من 3 ساعات ريثما تجد من يقلها من الحاجز الذي يقع قرب عملها إلى نقطة أخرى.

وتقول لنورث برس، إنه مهما طال انتظارها فلن تغامر وتذهب لاستخدام المواصلات العامة، لأن راتبها في هذه الحالة لن يكفي للمواصلات فقط، فهي موظفة على الفئة الرابعة وراتبها قبل الزيادة الأخيرة لم يصل إلى المائة ألف ليرة، وعليها استخدام 4 باصات للوصول إلى بيتها.

حسب التسعيرة

داخل الميكرو باصات الصغيرة تختلف الأجرة بين منطقة وأخرى، فهنالك من يريد ألفي ليرة للراكب كما في تسعيرة خطوط مشروع دمر والضاحية.

تقول هيفاء علي التي تصطحب ابنتها قاصدة عيادة خاصة في مشروع دمر، إن كلفة وصولها إلى تلك النقطة مع ابنتها وصلت إلى 12 ألف ليرة، لأنها استخدمت وسيلتي نقل.

وتبين لها أن الأجرة التي طلبها سائق السرفيس على الراكب إلى المشروع هي ألفي ليرة، وأن المائة ألف ليرة التي جاءتها كزيادة على الراتب، ذهبت تقريباً كلها في ذاك المشوار بعدما دفعت معاينة طبيب يسعر على سعر الدولار الحالي، إضافة لتكاليف المواصلات.

تحدث نفسها

الارتفاع الكبير في أسعار المواصلات تحول إلى كارثة بالنسبة للكثير من السكان، خاصة من لديهم أبناء في الجامعات أو المدارس.

نهى عابد، كانت تحدث نفسها بصوت عال وهي تفكر فيما إذا كانت تترك ابنتها في المدرسة التي تجاور منزلها في نهر عيشة، رغم أنها ليست جيدة كما تقول لنورث برس، أم تنقلها إلى مدرسة أفضل ولكنها تحتاج إلى أجار مواصلات لن يقل عن 40 ألف ليرة في الشهر، دون حساب التكاليف الأخرى وهذا ما لا طاقة لها به.

تضيف السيدة أنها توسلت لمديرة مدرسة في حي آخر لا يحتاج الوصول إليها لمواصلات أن تترأف بحالتها وتسمح لها بتسجيل ابنتها في تلك المدرسة، لأنها أفضل ويمكن الوصول إليها مشياً على الأقدام.

إلا أن المديرة رفضت مؤكدة لها أنها لا تستطيع مراعاة وضع كل من لديه هذه الشكوى، والمدرسة لا تتسع لكل من يتشابه حالهم مع حالها، لكل ذلك ستلتزم بمن يمكنهم الالتحاق بهذه المدرسة في المرحلة الثانوية تبعاً لما هو معمول به من قوانين.

أشاع الارتفاع الكبير بتكاليف النقل عادات جديدة لدى سوريين مثل الركوب مع أصحاب السيارات الخاصة لتوفير تكاليف المواصلات، وهنالك من أصبح يستثمر سيارته الخاصة لنقل الركاب في طريقه.

تقول فدوى محمد وهي موظفة في إحدى المؤسسات الحكومية، إنها كانت تنتظر باص نقل الدوار الجنوبي عندما وقف صاحب سيارة سياحية ودعاها للركوب إلى مستشفى المواساة.

اعتقدت السيدة أنه سيقلها مجاناً كما هو شائع حالياً، ولكنها قبل أن تهم بالنزول قال لها إن عليها أن تدفع 5 آلاف ليرة فقط، وأنها لو جاءت بتكسي لكان المبلغ أكبر من ذلك بكثير.

تحرير: تيسير محمد