غرفة الأخبار- نورث برس
تشهد مناطق بريف دير الزور الشرقي حالة من الفوضى الأمنية، في أعقاب حملة أمنية أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” نهاية الشهر الماضي، إضافة إلى ملاحقة متورطين بجرائم وانتهاكات ضد سكان المنطقة.
وتحدثت العديد من البيانات الرسمية والتقارير الصحفية في ظل تسارع وتيرة الأحداث هناك، عن استهدافات لمقاتلي “قسد” ناهيك عن أعمال تخريب وتدمير طالت المؤسسات الخدمية والأمنية في تلك المناطق، من قبل مسلحين تدعمهم أطراف خارجية.
وخلال الأيام القليلة الماضية برز بشكل علني مشاركة عشرات العناصر لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، في جبهات منبج، فبالأمس أرسلت تحرير الشام رتلاً عسكرياً مؤلفا من نحو 20 سيارة دفع رباعي، وعلى متنها أكثر من 80 عنصراً.
اتفاق فعلي أم مجرد رواية
واللافت في تدخل تحرير الشام الموالي لتركيا، أنها جاءت في أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي، الاثنين الماضي، فهل أخذت أنقرة الضوء الأخضر من حليفتها موسكو بالتدخل العلني في جبهات منبج.
مراقبون ذهبوا إلى أن تركيا كانت ممانعة للعمل العسكري بمشاركات قوات الجيش الوطني الموالي لها والسلاح الثقيل، حيث سمحت بالبداية للعشائر بالقتال شرط أن يكون بسلاح فردي، ولكن بعد لقاء أردوغان بـ بوتين قبل يومين، سمحت تركيا للسلاح الثقيل بالدخول إلى جبهات منبج ودير الزور وسمحت للفصائل بالمشاركة.
وعلق الخبير العسكري العميد أحمد رحال لنورث برس، وأرجع ما يحدث من زج مقاتلين لتحرير الشام بشكل علني في جبهات منبج إلى ما اتفق عليه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان في ختام قمة طهران التي عقدت في تموز/ يوليو من العام الماضي، وقال: “هناك أعلن عن وجود هدف مشترك للدول الثلاثة، بإخراج القوات الأميركية والعمل ما أمكن على هذه النقطة”.
وأضاف رحال لنورث برس أنه بعد اللقاء الروسي التركي الاثنين الماضي، في سوتشي، فمن الطبيعي أن تتغير المواقف ويصبح هناك دعم أكبر من أجل إخراج القوات الأميركية وبالتالي الضغط على الأطراق، ومشاركة السلاح الثقيل من هذا الإطار”.
قياداتهم عناصر أجانب
زجت هيئة تحرير الشام المصنفة عالمياً على قوائم الإرهاب، خلال الأيام الأخيرة، عشرات المقاتلين المتشددين بقيادة عناصر أجانب إلى جبهات منبج مستغلين حملة ” فزعة العشائر” التي اصطنعها الجيش الوطني الموالي لأنقرة بتمويل من الأخيرة، لتبرير هجماتهم ضد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في ريف منبج شرق حلب .
وقالت مصادر عسكرية خاصة لنورث برس، إن أكثر من 190مقاتلاً من “لواء العصائب الحمراء” توجهوا منذ السبت الماضي وحتى اليوم إلى جبهات منبج الشمالية والغربية.
وأضافت أن “المقاتلين الذين وصلوا إلى جبهات منبج جميعهم ينتمون للواء العصائب الحمراء الفصيل الأكثر تطرفاً ضمن كيان هيئة تحرير الشام”.
وأشارت المصادر إلى أن القيادة العسكرية التي تدير هذه القوات على خطوط المواجهة بريف منبج تعمل بتمويل من القوات التركية تحت غطاء الجيش الوطني الذي يستغل مسمى “العشائر”، هم عناصر من جنسيات غير سورية “عراقيون ومغاربة”.
وقالت إن “أبرز المسؤولين عن تحركات هيئة تحرير الشام هناك هما القيادي أبو عمر المغربي، وأبو الليث الأنباري وهو عراقي الجنسية ومن القيادات العسكرية التي قاتلت إلى جانب تنظيم القاعدة في العراق في عهد أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر”.
ويتولى فصيل سليمان شاه “العمشات”, وأحرار الشام، المدعومين من القوات التركية، تسهل حركة هؤلاء المقاتلين ودعمهم بكافة الأسلحة والذخائر والآليات”.