دير الزور.. كيف تحول اعتقال خارجين عن القانون إلى عصيان مسلح استثمرته طهران؟

الرقة – زانا العلي

تحول اعتقال “خارجين عن القانون” من قيادات مجلس دير الزور العسكري إلى عصيان مسلح، ضد قوات سوريا الديمقراطية منذ السابع والعشرين من الشهر الفائت.

وفور اعتقال “قسد” قيادات مجلس دير الزور العسكري المنضوية تحت رايتها، من بينهم قائد المجلس المدعو “أبو خولة”، بدأ موالين له باستهداف المقرات العسكرية في دير الزور، لتشهد المنطقة الممتدة من الحسكة إلى دير الزور توتراً أمنياً.

في اليوم التالي من الاعتقال، ظهر شقيق “أبو خولة” يدعى جلال الخبيل، مرتدياً الزي العسكري يحمل سلاحا أمريكياً متوسطاً، بشريط مصور يناشد فيه أبناء العشائر العربية لمحاربة “ٌقسد” للإفراج عن “أبو خولة” ومحاصرة المقرات العسكرية. 

وأضاف في خلال الشريط المصور أن “القضية أصبحت قضية كردية – عربية”.

بعد الشريط المصور لـ”جلال الخبيل”، بدأ الحدث الذي وصفته “قسد”، بـ”محاسبة الخارجين عن القانون وتجار المخدرات” يأخذ منحى آخر.

عصيان مسلح

ليبدأ على إثره، عناصر مجلس دير الزور العسكري الموالين لـ”أبو خولة” في ريف دير الزور الشرقي وخاصة في بلدات (العزبة – الصور – الشحيل – الذيبان – الصور – البصيرة – أبو حمام)، باستهداف المقرات العسكرية التابعة لـ”قسد”.

العصيان المسلح في أساسه كان من قبل مواليين لـ”أبو خولة”، ولكن سرعان ما تحول إعلامياً إلى قضية عشائرية عربية كردية، ولكن كيف؟

فور بدء استخدام السلاح نتيجة اعتقال “أبو خولة” بدأت أذرع إيران في دير الزور بالتدخل عبر شخصية نواف راغب البشير، عراب العلاقات الإيرانية في دير الزور، عندما طالب بـ”طرد قسد والتحالف الدولي من دير الزور”.

تحدثت أنباء عن تواصلات بين نواف البشير وإبراهيم جدعان الهفل شيخ قبيلة العكيدات في دير الزور الذي كان على خلاف مع أبو خولة، على مشيخة القبيلة، وصلت لحدا الشتائم فضحتها مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صوتيات للمدعو “أبو خولة” وهو يشتم عائلة الهفل.

الدعم الإيراني الواضح دفع إبراهيم الهفل لإعلان حرب على قوات سوريا الديمقراطية، حيث خرج بشريط مصور وهو يحمل السلاح ويعلن “النفير العام” ضد “قسد”.

حصلت نورث برس عبر شبكة مصادر أمنية وميدانية في المنطقة، على معلومات تفيد بأن عناصر من الميليشيا الإيرانية والدفاع الوطني التابع للحكومة السورية، دخلوا على شكل مجموعات صغيرة تتراوح أعداد كل مجموعة من 10 -15 مسلحاً إلى شرق الفرات، لافتعال اقتتال بين “قسد” والمسلحين.

وأمس الإثنين، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، إن التحالف الدولي قدم لنا دعماً جوياً ضد المسلحين في دير الزور.

بحسب مصادر ميدانية لنورث برس، فإن طيران التحالف الدولي استهدف زورقين في نهر الفرات كانا ينقلان عناصر من الدفاع الوطني إلى شرقي الفرات.

توجيه إعلامي

إلى جانب التعزيزات العسكرية المنظمة التي دخلت شرقي الفرات من قبل إيران والحكومة السورية، أوضحت الحملة الأمنية الممنهجة في دير الزور توجيهاً إعلامياً واضحاً.

حاولت نورث برس معرفة من يقود التوجيه الإعلامي في دير الزور، ومن خلال مصادر تبين أنها تعود لأشخاص من خارج المنطقة عملوا على إنشاء مجموعات “واتس آب” تحت اسم “المرصد الرسمي الأول في دير الزور” مشرفوها خارج البلد ويقومون بإرسال تسجيلات صوت تحرض على القتال.

أكثر من 20 مجموعة لـ”لواتس آب” جميعها تخطى عدد المشتركين فيها أكثر من ألف شخص يديرها شخص يسمي نفسه “عارف محمد أبو محمد” برقم مخفي، بينما المشرف الثاني في المجموعة يدعى smaylhasan برقم تركي 00905359798911.

وأمس الاثنين، أرسل أحد المشرفين تسجيلاً صوتياً يقول فيه، إن جميع العشائر العربية في المنطقة ضد “قسد” ويدعوا لقتال الكرد في بلدة ذيبان وعدم الاستسلام. وهي البلدة التي ينحدر منها الشيخ إبراهيم الهفل والتي تحاول “قسد” اليوم إعادة الأمان والاستقرار لها بعد بلدة الشحيل.

وأضاف في تسجيله أن أسلحة ثقيلة ومنها صواريخ ستصل إلى بلدة ذيبان (ليلة الاثنين الثلاثاء)، ليختتم حديثه باللعب على وتر العشائرية “يا حيف يا عيال الأبرز عيب تستسلمون”. وعيال الأبرز لقب لعشيرة العكيدات في دير الزور.

إضافة إلى الصوتيات التي ترسل إلى المجموعات. ولاستعطاف أبناء المنطقة، جميع أيقوناتها هي صورة سيف عربي وفرس وسنابل ودلة وسيفين، وهي شعارات العرب القديمة. يتوسطها عبارة “قوات القبائل والعشائر”.