باحثون عراقيون يتحدثون عن صراع دولي وتدخل خارجي في ما تشهده شرقي سوريا
أربيل- نورث برس
يرى باحثون عراقيون أن “جهات خارجية” تقف وراء ما تشهد منطقة دير الزور شرقي سوريا، وما له من تداعيات على أمن المنطقة، لكنهم حجّموا من أثره على العراق بالرغم من الحدود الطويلة المشتركة بين البلدين.
ودير الزور وأريافها التي تشهد منذ أيام حملة أمنية تقودها قوات سوريا الديمقراطية ضد ما تعتبرهم “مخربون ودعاة فتنة”، تتاخم الحدود العراقية، وكانت قبل سنوات قليلة، ساحة شاسعة مشتركة مع محافظة الأنبار لعمليات عبور عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
ويتابع محللون عراقيون الأحداث الأخيرة عن كثب، ويعتبرونها نتاج صراع دولي على الساحة السورية.
ففي حديث لنورث برس، ربط الباحث في الشأن السياسي، جاسم الغرابي، ما يحصل في دير الزور بما وصفه “صراع إيراني- روسي – أميركي”، وبالتالي “ألقت بظلالها” على حد تعبيره، على عشائر وقوات سوريا الديمقراطية.
وبيّن “الغرابي” بأنه “لا يمكن أن تهدأ المنطقة مالم يتم تحقيق كل ما خطط له خارجياً”، معتبراً أن كل حراك أو فتيل أزمة في المنطقة “تقف وراءها جهة خارجية”.
ويعتقد الباحث العراقي أنه من النادر أن يحصل حراك شعبي “في دير الزور أو غير المناطق في سوريا أو العراق” من دون تدخل خارجي.
وقال إن ما يدار داخل سوريا هو “نتاج صراع دولي، حيث هناك تأثير لعدة دول كإيران وتركيا والسعودية والولايات المتحدة وغيرها داخل البلد”.
وتحدث عما إذا كان سينتقل تأثير المشهد شرقي سوريا إلى الساحة العراقية، بالقول: “أعتقد أن التأثير سيكون بشكل قليل في الداخل العراقي ليس كما في سوريا، باعتبار أن جميع التشكيلات الدفاعية العراقية يسيطر عليها قائد القوات المسلحة، هذا ما عدا الفرق بين البلدين في الوضع السياسي العام.”
وفي هذا السياق اتفق المحلل السياسي علي البيدر، نسبياً مع “الغرابي”، بقوله إنه قد يتأثر العراق إلى حد ما بالظروف والمناخ الأمني والسياسي الحالي في سوريا، لكن سيكون أقل تأثيراً قياساً بالأحداث التي وقعت في 2014.
وأَضاف أن الوضع الأمني العراقي والجهوزية الأمنية والخطط، الكثير من المتغيرات التي طرأت على المشهد العراقي العام، “ستمنع حدوث أمر بفداحة ما حصل سابقاً”، في إشارة إلى تدهور الوضع الأمني في سنوات ظهور “داعش” في سوريا والعراق.
من جانبه أشار الخبير الأمني العراقي عدنان الكناني، إلى أن سوريا تشهد نشاطاً استخباراتياً كبيراً، نتيجة الصراع الدولي الدائر في المنطقة.
وقال الكناني وهو ضابط سابق في الجيش العراقي، إن ما تشهده شرقي سوريا من تحركات بما في ذلك التحشيد على الحدود، هو تقاسم نفوذ بين روسيا والولايات المتحدة.
وخلال الآونة الأخير، تناولت العديد من التقارير الإعلامية معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة عززت نقاطها في الحدود الغربية للعراق، ما اعتبره مراقبون مساعٍ تندرج ضمن خطط لجم النفوذ الإيراني في المنطقة.
لكن “البيدر” يعزو سبب التحشيد الأميركي على الحدود السورية العراقية، هو “ربما” لمنع انتقال الصراع السوري إلى الجانب العراقي، ولمنع تمويل عناصر متنقلة بين البلدين.