تهديدات لناشطين لم يشاركوا في التحريض على “فتنة دير الزور”

زانا العلي – الرقة

يتعرض صحفيون وناشطون لم يشاركوا في التحريض على حمل السلاح ومحاربة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور، منذ التوتر الأمني الذي يسود المنطقة الشرقية في سوريا، مع بدء “قسد” عملية “تعزيز الأمن”، للتهديد من قبل شخصيات لعبت دوراً في إشعال الحرب في المنطقة.

في السابع والعشرين من آب/ أغسطس الفائت، أعلنت “قسد” عن حملة أمنية أطلقت عليها “تعزيز الأمن” بدير الزور، لملاحقة خلايا لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، ومتورطين بجرائم وانتهاكات بحق السكان.

وقالت في بيان رسمي إن العملية “محددة الأهداف”، وتأتي استناداً إلى مطالب شيوخ العشائر بضرورة “ملاحقة الخلايا الإرهابية، وتجفيف مصادرها”.

من ضمن المتورطين، بدأت “قسد” حملتها باعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري، المعروف بـ “أبو خولة” ومجموعة من أتباعه، قالت قوات سوريا الديمقراطية فيما بعد إن “أبو خولة” يتواصل مع جهات خارجية، وتلاحقه تهم بارتكاب انتهاكات.

بُعيد اعتقال المتورطين بالانتهاكات والمخالفين لنظام “قسد” الداخلي، حاول هؤلاء تجييش سكان دير الزور، وأبناء العشائر، ضد “قسد” على أساس قومي، رغم أن قوام الأخيرة في غالبيته من العرب.

تهديد بالخيانة

حاول أحمد محمد اسم مستعار لإعلامي في ريف دير الزور الشرقي، أن يقوم بنشر حالات على “الواتس آب” أو إرسال رسالة على مجموعات الواتس لأبناء المنطقة، تتضمن، عدم الانجرار وراء الأجندات الخارجية، إلا أنه خشي من تهمة الخيانة.

يقول الإعلامي لنورث برس إن هناك احتمال أن يقتلك شخص له خلاف قديم معك بحجة أنني إعلامي “قسد”.

ويضيف فور بدء التوتر الأمني وكأن كل شيء مخطط، بدأت أرقام خارجية بإنشاء مجموعات (كروبات) على “الواتس آب”، وإضافة أرقام السكان إليها عبر إرسال الروابط ونشرها بين السكان. يقول الإعلامي “أغلب المنشورات تتضمن قتال الكرد بـ”مصطلحات إسلامية”.

يقول الإعلامي إن أغلب الرسائل على مجموعات “الواتس آب” كانت “إنهم ملاحدة الكرد قاتلوهم إنهم خنازير”.

يبدو كل شيء كان منظماً مسبقاً وبدأت فيديوهات قديمة يتم نشرها بشكل عشوائي على أنها من “قتال العشائر العربية مع “قسد”.

يضيف “محمد”: تواصل معي أدمن أحد الصفحات على “الفيسبوك” التي لعبت دوراً سلبياً كبيراً في تأجيج الوضع، وأخبرني “أنتم إعلام للأكراد، وبعد نقاش طويل بينهم أخبرني أن العشائر ستحاسبكم”.

وتناقلت حسابات وصفحات سورية معارضة، وأخرى موالية للحكومة السورية، خلال الأيام الماضية، تسجيلات مصورة، وصوراً، وأخباراً، قالت إنها جرت في سياق المواجهات التي جرت بأرياف دير الزور، “قسد”، ومسلحين موالين لقائد مجلس دير الزور العسكري الذي أقالته “قسد”.

ولكن منصة “True “، المتخصصة في المحتوى المضلل، وتتبع الأخبار الكاذبة، في شمال شرقي سوريا.  عملت على تفنيد هذه الفيديوهات من خلال التحري عبر محرك البحث غوغل، والعودة إلى بعض الحسابات الرسمية.

وتبيّن أن العديد من الحسابات نشرت أخباراً وصوراً وفيديوهات مضللة، منها ما نشرته صفحة، “تل براك الجزيرة السورية”، التي يتابعها (‏٥٦ ألف‏ ‏شخص‏)، في منشور زعمت فيه أن مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، طلب من التحالف الدولي، التدخل بشكل سريع، لأن قواته بدأت تخسر محافظة دير الزور.

“لا تذكر اسمي”

تواصلت نورث برس مع ناشط إعلامي في ريف دير الزور الشرقي، للتعليق على ما يحدث في دير الزور، قال الناشط: “الكل يتهجم علينا يريد نشارك بالتحريض”.

ويضيف: “أكبر حدا أذى العرب في دير الزور هو أبو خولة، واليوم يريدون نوقف مع متعاطيين الأتش بوز والنظام وإيران لا عندهم رحمة ولا ضمير على الله وبس”.

ومادة “الأتش بوز”، كما يطلق عليها محليا، عبارة عن حبيبات تشبه بلورات الثلج أو الكريستال، وتسبب الإدمان عليها من الجرعة الأولى بخلاف أنواع أخرى من المخدرات من أشهر الأصناف تعاطيا بين المدمنين في المنطقة؛ نظراً لتأثيرها القوي على المتعاطي.

ويقول: “الذي ليس له مشروع سيكون مشروع لأي جهة كانت سواءً للنظام أو إيران”.

شدد الإعلامي أثناء حديثه لنورث برس على عدم ذكر اسمه خوفاً من انتقام عشوائي من قبل المسلحين المنتشرين في منطقته.