القامشلي ـ نورث برس
تناقلت حسابات وصفحات سورية معارضة، وأخرى موالية للحكومة السورية، خلال الأيام الماضية، تسجيلات مصورة، وصوراً، وأخباراً، قالت إنها جرت في سياق المواجهات التي جرت بأرياف دير الزور، بين قوات سوريا الديمقراطية، وعناصر من العشائر.
ولكن منصة “True “، عملت على تفنيد هذه الفيديوهات من خلال التحري عبر محرك البحث غوغل، والعودة إلى بعض الحسابات الرسمية.
وتبيّن أن العديد من الحسابات نشرت أخباراً وصوراً وفيديوهات مضللة، منها ما نشرته صفحة، “تل براك الجزيرة السورية”، التي يتابعها (٥٦ ألف شخص)، في منشور زعمت فيه أن مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، طلب من التحالف الدولي، التدخل بشكل سريع، لأن قواته بدأت تخسر محافظة دير الزور.
وبعد التقصي والعودة إلى الحساب الرسمي لقائد “قسد” على منصة إكس (تويتر سابقاً)، لم يتم العثور على أي منشور يدل على تصريح جديد، تطرق فيه الجنرال إلى أحداث دير الزور.
ونشر حساب عبد الرحمن الخطيب، على موقع إكس، والذي يعرّف نفسه بأنه “مسلم، مؤلف، كاتب صحفي، سياسي، سجين سابق، لا أعترف بالنظام الأسدي، خارج أرضي منذ 41 عاماً”، ويقيم في برشلونة، نشر صورة “تظهر شاباً يرتدي زيّاً عسكرياً، وعلى صدره علم كردي، ويمسك بلحية شاب يبدو من هيئته ملامح التدين”.
وأرفق “الخطيب” الصورة بتعليق قال فيه: “مرتزق ملحد بويجي ينتف لحية طبيب، كان يعمل في أحد القرى التابعة لمدينة دير الزور”.
وبعد البحث بموقع غوغل، تبين أن الصورة منشورة، في وقت سابق، من قبل العديد من المواقع والحسابات، وأن أقدم حساب قام بنشرها يعود إلى الثالث والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 2017.
وتداولت حسابات محلية مقاطع مضللة، على أنها تظهر جزءاً من الاشتباكات الدائرة بين قوات سوريا الديمقراطية، ومجلس دير الزور العسكري.
ليتبين، أن مقطعاً حظي بانتشار واسع، كان مصدره حساب “قناة اليمن اليوم” الفضائية على يوتيوب، ولكن التضليل تم من قبل الصفحات السورية، بعد تكبير إطار الفيديو، وإخفاء لوغو القناة.
وكانت صفحة “فرات” التي يتابعها 11 ألف شخص، والتي تعرّف عن نفسها “صفحة أخبار معنية بالأخبار المحلية عن مناطق الفرات”، كانت قد نشرت المقطع المذكور أعلاه قبل أيام، مرتين بفارق 17 دقيقة بينهما.
وفي حين زعمت في المنشور الأول أنه يظهر اشتـباكات جرت في منطقة المعامل شمالي دير الزور، وكانت مدة المقطع 00:51 ثانية، زعمت في المنشور الثاني أنه يظهر اشتباكات في مدينة البصيرة شرقي دير الزور، وكانت مدته هذه المرة 01:09 دقيقة.
ونشرت صفحات أخرى على منصة فيسبوك، مقطعاً ثانياً، يظهر اشتباكات ليلية، على أنها جرت في بلدة ذيبان بريف دير الزور، ولكن البحث أظهر ذات المقطع منشوراً على فيسبوك، بتاريخ 21 آب/أغسطس 2022 على أنها اشتباكات جرت في محافظة السماوة العراقية، بين مسلحين من فصائل عراقية.
وفي مقطع آخر، تداولته حسابات وصفحات محلية، يظهر اشتباكات في وضح النهار، على أنها جرت في ريف دير الزور، خلال اليومين الماضيين، لكن البحث أظهر أن المقطع، منشور من قبل المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، قبل عامين وكان لاشتباكات جرت في ريف عين عيسى.
والمقطع الأخير، استخدمته كل من قناة أورينت وتلفزيون سوريا، المعارضتين، في تغطيتهما لمجريات المواجهات بين قوات سوريا الديمقراطية، والمجلس العسكري لدير الزور، دون التحقق من حقيقته.
وتهدف هذه الحسابات والقنوات والمواقع الإخبارية، من خلال نشرها لهذه المقاطع المزعومة، لزيادة التوتر والفتنة وتأجيج الوضع في دير الزور بشكل خاص وشمال شرقي سوريا بشكل عام.