“القرى السبع”.. قاعدة إيرانية في خاصرة شرق الفرات بدير الزور

زانا العلي – دير الزور

اعتبر ناشطون مدنيون التواجد الإيراني في قرى السبع شرقي نهر الفرات، عند مدينة دير الزور، شرقي سوريا، قاعد للاعتداءات الإيرانية المتكررة على قواعد عسكرية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

والقرى السبع هي (الحسينية، الصالحية، حطلة، مراط، مظلوم، خشام وطابية)، تسيطر عليها القوات الحكومية وفصائل موالية لإيران، منذ طرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أواخر عام 2017.

نزح أغلب سكان تلك القرى إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، خوفاً من “سياسة البطش” التي تتبعها القوات الحكومية، بالإضافة للخوف من “التشيّع”.

عملت إيران وبدعم روسي، بداية العام الفائت، على إنشاء جسر عائم على نهر الفرات يصل مدينة دير الزور بقرية حطلة شرقي الفرات، الأمر يسهل عملية تنقل عناصر الدفاع الوطني وفصائل إيرانية إلى مناطق سيطرة “قسد”.

في بداية العام 2022، دخلت الشرطة العسكرية الروسية “القرى السبع”، الأمر الذي اعتبره ناشطون من دير الزور أنه لـ”حماية الميليشيا الإيرانية والقوات التابعة للحكومة السورية من استهدافها من قبل قوات التحالف الدولي” المتواجدة في دير الزور.

ويرتكز تواجد قوات التحالف الدولي الذي يدعم “قسد” في سوريا في قاعدتين رئيسيتين بدير الزور وهما قاعدة في حقل عمر وأخرى في حقل كونيكو في بادية دير الزور شمال شرقي المدينة.

يقول ناشط مدني في دير الزور فضل عدم ذكر اسمه، إن القرى السبع “خطرها أكبر” كونها تعتبر قاعدة للاعتداءات المتكررة على القواعد عسكرية شرق الفرات من قبل فصائل إيرانية منتشرة غربي الفرات.

ويعتبر الناشط في حديث لنورث برس، أن مقرات “الدفاع الوطني” في القرى السبع تعمل تحت مظلة ما يسمى “المقاومة الشعبية” لـ”خلق فتنة” في المنطقة.

وأمس السبت، اجتمع نائب القائد العام للقوات الروسية في سوريا، الجنرال إيغور سمولي، ورئيس مركز المصالحة في دير الزور الجنرال أندرية، بالإضافة لعراب التجنيد في صفوف القوات الإيرانية، نواف البشير، مع وجهاء عشائر في دير الزور “للتجييش” ضد “قسد” والتحالف الدولي.

وعقد الاجتماع في مركز المصالحة الروسي في بلدة حطلة شمال شرقي دير الزور، وحضره العديد من شيوخ ووجهاء عشائر عربية في دير الزور، بينهم منسق مراكز التسوية في دير الزور، الشيخ عبدالله الشلاش.

وقال مصدر حضر الاجتماع لنورث برس، إنه طُلب من الحضور توجيه أقرانهم في الريف الشرقي لحمل السلاح وتوجيهيه ضد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي.

ويصف مرهف العبد الله اسم مستعار لناشط مدني في دير الزور، القرى السبع بـ “غرفة عمليات” لتكثيف الهجمات ضد مناطق سيطرة “قسد”.

ويستشهد “العبد الله” بحادثة اغتيال عنصر من “قسد” قبل شهرين، وألقي القبض على المتهم ليعترف أنه ينتمي لحزب الله السوري وهو من سكان قرية مراط والتي هي من القرى السبع تحت سيطرة إيرانيين.

وبحسب الناشط أنهم يعملون على إغراء أهالي القرى بالمال والسلاح للعمل معهم كخلايا ونشر “التشيّع” في المنطقة، إضافة إلى الجسر الحربي ببلدة حطلة لسهولة التنقل إلى شرقي الفرات.

وتطورت العملية الأمنية التي أعلنتها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ضد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لتشمل قيادات من مجلس دير الزور العسكري وتجار مخدرات وتتحول لعملية أمنية داخلية وخارجية.

وفي السابع والعشرين من الشهر الفائت، عزلت “قسد” قائد مجلس دير الزور العسكري، لتتحول العملية إلى معركة ضد خلايا للحكومة السورية والإيرانية ومحاولات تركية للاستفادة من التوتر الراهن، بحسب “قسد”.