أربيل.. لاجئ سوري يطمح لإيصال أطفال بلده إلى النجومية في كرة القدم
سهى كامل ـ أربيل
وُلدَ حبه لرياضة كرة القدم، منذ كان طفلاً يلعب في أزقة مدينته كوباني شمالي سوريا، وبعد الحرب التي دمّرت بلاده وأحلامه، لجأ الشاب السوري سليمان عيسى، إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، حاملاً معه كرته المتواضعة التي علّمته كيف يسدد ويحرز الهدف.

عشقه لهذه اللعبة، دفعه لافتتاح أكاديمية ليعلّم فنونها لأبناء بلده من اللاجئين السوريين في أربيل، الذين لا يجدون مكاناً لممارسة هوايتهم، فافتتح منذ نحو عام أكاديمية “لاماسيا” لرياضة كرة القدم.
يقول “عيسى” لنورث برس: لجأتُ إلى أربيل في العام 2013، رغم مشقة الرحلة، وقساوة فُراق الأرض والوطن، إلا أنني عجزت عن فِراق الكرة، بحثت عن دوريات محلية لممارسة كرة القدم، لاحظت من خلال علاقاتي بالأطفال والشباب، أنهم لا يجدون مكاناً ليلعبوا، من هنا جاءت فكرة افتتاح أكاديمية لتعليم فنون كرة القدم.
تضم أكاديمية “لاماسيا” 50 لاعباً من اللاجئين السوريين الكُرد والعرب، يدرب “عيسى” ثلاثة فِرق، (البراعم والأشبال والشباب)، يومين أسبوعياً، “نبدأ بتمارين الإحماء في الملعب، ثم ننتقل إلى مهارات الهجوم والدفاع والتسديد والحراسة”.
ويشارك فريق الشباب بالدوريات، والبطولات الكبرى التي تُنظم في أربيل، “حصلنا على المرتبة الثانية في دوري السوريين على مستوى إقليم كردستان العام الماضي، ونسعى للحصول على المرتبة الأولى هذا العام”.
ويهدف اللاجئ السوري سليمان عيسى، إلى دعم اللاجئين السوريين الشباب، وتشجيعهم على ممارسة كرة القدم، عن طريق توفير مكان للعب من ناحية، وأيضاً من خلال رسوم الاشتراك الرمزية.
يقول لنورث برس: “حرصت أن يكون التسجيل في الأكاديمية بأسعار رمزية، لأنني لاجئ وأعرف على ماذا تنطوي هذه الكلمة من القساوة والمشقة في تأمين متطلبات الحياة اليومية للعائلات اللاجئة”.
وعن سبب اختيار اسم “لاماسيا”، يقول: “كنت أتابع الدوري الإسباني والإيطالي منذ الصغر، أحب نادي برشلونة ومنتخب الأرجنتين، خصوصاً “ليونيل ميسي”، حبي لبرشلونة دفعني لتسمية الأكاديمية لاماسيا، وهو اسم أكاديمية برشلونة في كاتالونيا، التي تخرّج منها الكثير من نجوم كرة القدم مثل بيكي وميسي وغيرهم”.
يعتبر “عيسى” نفسه الأخ الكبير للاعبين الأطفال والشباب، يركز جهوده على فريق الشباب لإيصاله إلى البطولات المحلية والدولية، “في جميع أنحاء العالم عشاق كرة القدم يلعبون على الأرصفة وفي الشواطئ، نحن اليوم لاجئون سوريون، بعيداً عن الديار، استطعنا تأمين ملعب يجمعنا لنمارس هوايتنا، هذا بحد ذاته هدف الأكاديمية”.