"عافية وعوافي".. مشروع يهدف إلى تمكين النساء اقتصادياً في الرقة

الرقة – أحمد الحسن – نورث برس

 

افتتح "مجلس المرأة"، وهو تنظيم نسائي في مناطق شمال وشرقي سوريا، مخبز خاص بالنساء باسم "عافية وعوافي" في قرية "السلحبية"، /25/ كم غربي مدينة الرقة، في 20 نيسان/ أبريل الفائت.

ويهدف المشروع إلى التمكين الاقتصادي لنساء من المنطقة ويدعم الجهود لزيادة الدخل وتحسين ظروف العمل للأرامل والعوائل ذات الدخل المحدود، من خلال إنتاج الخبز وبيعه ليصبح مصدر دخل رئيسي للعديد من العوائل.

 

وقالت فاطمة إبراهيم، وهي إدارية في "مجلس المرأة"، لـ "نورث برس"، إنهن قمنَ بافتتاح المخبز لمساعدة النساء الأرامل وذوات الدخل المحدود لإعالة أنفسهن وأطفالهن.

 

وكان المشروع في البداية، عبارة عن "تجربة تقليدية" لإيجاد فرص عمل للمرأة الريفية، فيما قدمت الإدارة المدنية في الرقة من خلال لجنة الاقتصاد، المعدات والمواد اللازمة لتحسين مستوى عمل المخبز.

 

وتوضح ابراهيم أن "اللجنة تقدم لهن مادة الدقيق وأسطوانات الغاز وغيرها من المواد اللازمة" لتحقيق استمرار عمل المشروع وبالتالي تقديم استحقاقات مالية للعاملات من مبيعات المخبز.

 

وتوجد في منطقة الرقة عدّة مشاريع تنموية لتشغيل المرأة، منها ورش خياطة وبيوت بلاستيكية ومحال تجارية وصناعة الحلويات، كان آخرها مخبز "العافية والعوافي"، فيما يتحدث مجلس المرأة عن مساعيه إلى إيجاد مشاريع أخرى لزيادة فاعلية النساء في مجالات الحياة المدنية والاجتماعية.

 

ويتميز مشروع"عافية عوافي" عن المخابز وأفران المنطقة الأخرى، بأنه مخصص لإنتاج "خبز الصاج" وهو نوع من أنوع الخبز الشعبي في الأرياف السورية ويفضله السكان مع العديد من الأطعمة الشعبية.

 

ويعمل في المخبز في الوقت الحالي، ثلاث نساء يقمن بصنع الخبز وبيعه لكن "المجلس" يخطط لتوسيع عمل المشروع ليصل عدد العاملات في المخبز إلى سبع عاملات، وذلك بسبب زيادة طلب سكان المنطقة على خبز الصاج.

 

وتقول عليا أحمد المرعي (52عاماً)، وهي إحدى المستفيدات من المشروع من سكان القرية (السلحبية)، إن "المشروع يغطي قسماً من احتياجاتها المادية ولا تمتلك مصدر آخر للدخل".

 

وتعلمت عليا، التي تعيل أطفالها التسعة بعد وفاة زوجها، على صناعة خبز الصاج مذ كانت في الثانية عشر من عمرها، لذا لا يصعب عليها العمل في المخبز لساعات طويلة وحتى مع إنتاج كميات كبيرة من الخبز.

 

ويفضل سالم مصطفى السالم (٥٧ عاماً)، وهو من سكان السلحبية، مع زبائن آخرين دائمين للمخبز خبز الصاج على الخبز الآلي، معللاً ذلك "بلذة خبز الصاج"، ويرى أن "الكثير من الأطعمة التقليدية تحتاج الى هذا النوع من الخبز لتكتمل لذتها".

 

واعتاد سكان الرقة ومناطق أخرى في شمال وشرقي سوريا على استخدام خبز الصاج في الأطعمة الشعبية مثل "الفتة" وتقديمها مع أخرى كـ "الثريد" وغيرها من الوجبات.