القارة الإفريقية.. سلسلة انقلابات تضرب ثماني دول
دمشق – نورث برس
شهدت ثماني دول في وسط وغربي إفريقيا خلال ثلاث سنوات فقط، انقلابات أو محاولة انقلاب الجيش على الحكومة، فيما تشير المعيطات أن ثمة عوامل مشتركة تحكم هذه الانقلابات، أبرزها انتشار الجماعات الإسلامية المتشددة.
وبدأت عدوى الانقلابات منذ آب/ أغسطس 2020، وأولها جاءت مالي، حين استغل الجيش الاضطرابات الشعبية وانعدام الأمن الناجم عن أنشطة المتطرفين.
وشهدت مالي انقلابين خلال فترة 9 أشهر ، ففي 18 آب/ أغسطس 2020، أطاح الجيش بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، وتم تشكيل حكومة انتقالية في تشرين الأول/ أكتوبر.
لكن في 24 أيار/مايو 2021، اعتقل الجيش الرئيس ورئيس الوزراء، وتم تنصيب العقيد عاصمي غويتا في يونيو/ حزيران رئيسا انتقالياً.
وتعهد المجلس العسكري في مالي بإعادة المكان للمدنيين بعد الانتخابات المقرر إجراؤها في فبراير 2024.
وبوركينا فاسو، هي الأخرى شهدت انقلابين، ففي 30 أيلول/ سبتمبر 2022 أطاح بالرئيس المؤقت بول هنري سانداوغو داميبا لبوركينا فاسو بسبب “عدم قدرته على التعامل مع تمرد الجماعات الإسلامية”، وتم تعيين إبراهيم تراوري كرئيس انتقالي حتى الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في يوليو 2024.
وكان دامبيا قد وصل للحكم عن طريق انقلاب قبلها بثمانية أشهر، بعد أن أطاح الجيش بالرئيس روك مارك كريستيان كابوري من السلطة في 24 كانون الثاني /يناير 2022.
وفي السودان، وبتاريخ 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، أطاح الجنرال عبد الفتاح البرهان بالقادة المدنيين الانتقاليين، الذين كان من المفترض أن يقودوا البلاد نحو الديمقراطية بعد 30 عاماً من نظام حكم سيطر عليه عمر البشير، الذي أطيح به في 2019.
ومنذ 15 نيسان/ أبريل 2023، أدت حرب بسبب صراع على السلطة بين الجنرال برهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو إلى مقتل ما لا يقل عن 5000 شخص في البلاد.
هذا وتمت الإطاحة بالرئيس الغيني ألفا كوندي في 5 أيلول/ سبتمبر 2021، في انقلاب عسكري، ليحل محله العقيد مامادي دومبويا رئيساً للبلاد.
ووعد الجيش الغيني بإعادة الحكم المدني عبر الانتخابات بحلول نهاية عام 2024.
أما في تشاد وبالرغم من أن أحداثها العنيفة لا توصف بانقلاب فعلي، فقد شهد شمالي البلاد في 11 أبريل 2021، هجمات للجماعة المتمردة التشادية “جبهة التغيير والوفاق” في أعقاب الانتخابات الرئاسية التشادية لعام 2021، وقُتل فيها الرئيس إدريس ديبي.
وبعد مقتل إدريس ديبي تولى ابنه محمد مهام رئيس الجمهورية ومنصب القائد الأعلى للقوات المسلحة على رأس مجلس عسكري انتقالي بتشاد، بينما أحزاب المعارضة هذه الخطوة، في حين يعتزم المتمردون في الشمال مواصلة القتال.
وتضاف إلى هذه السلسلة، محاولة إنقلاب فاشلة في غينيا بيساو بتاريخ 1 شباط/ فبراير 2022. تم كبح المحاولة بعد ساعات قليلة عندما أعلن الرئيس عمر سيسوكو إمبالو انتهاء الانقلاب، وقال إن “العديد” من أفراد قوات الأمن قُتلوا في “هجوم فاشل على الديمقراطية”.
والأبرز في هذه السلسلة، هي التي وقعت في النيجر في 26 تموز/ يوليو الفائت، عندما أعلن الجيش الإطاحة بالرئيس محمد بازوم، ونصب الجنرال عبد الرحمن تياني نفسه زعمياً للبلاد.
ولازالت تداعيات انقلاب النيجر مستمرة على الصعيد الدولي، حيث يحاول الغرب وكذلك دول إفريقية المتمثلة بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) استعادة النظام الدستوري، مع الاستمرار في تفضيل المسار الدبلوماسي.
ويقترح الجيش النيجري فترة انتقالية مدتها “ثلاث سنوات” كحد أقصى قبل إعادة السلطة إلى المدنيين.
ومؤخراً في الغابون، أعلنت مجموعة من كبار ضباط الجيش أمس الأربعاء، الاستيلاء على السلطة، وإلغاء نتائج الانتخابات بعد إعلان فوز الرئيس علي بونغو بفترة رئاسة ثالثة.
وقال الضباط إن الانتخابات كانت مزورة ولا تحظى بأي مصداقية، وخرجت مظاهرات مؤيدة لهم في الشوارع.
إجمالياً، هناك أكثر من 100 مليون شخص يحكمهم الجيش بعد الاستيلاء على السلطة بعنف، معظمهم في منطقة الساحل الإفريقي.
ويشير المختصون إلى أن سوء الإدارة وعدم الكفاءة والفساد والأزمة الاقتصادية وضعف الدولة، أبرز العوامل التي تقف وراء الإنقلابات.
ويشكل ضعف الدولة أحد عوامل الأحداث الأخيرة في أفريقيا، وقد حدث ذلك جزئياً بعد انتشار الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في القارة.