سياسيون معارضون يتحدثون عن مستقبل الاحتجاجات في السويداء

غرفة الأخبار – نورث برس

بعد مضي أسبوعين من الاحتجاجات التي بدأت في السويداء تختلف الآراء حول مستقبل هذه الاحتجاجات فيما إذا كانت ستحقق أهدافها أم أنها ستكون مثل غيرها من الاحتجاجات التي حصلت وانتهت.

ومنذ السابع عشر من آب/ أغسطس الجاري انطلقت احتجاجات ومظاهرات عمت أرجاء السويداء وريفها رافعين مطالبهم السياسية والتي كان أبرزها “إسقاط النظام وتطبيق القرار2254”.

وقال الناشط السياسي صالح النبواني، لنورث برس، إن تحقيق أهداف الاحتجاجات في السويداء مرهون بنهوض الشعب السوري بأكمله.

وذكر أنه “في آذار/مارس 2011 كسر حاجز الخوف وانتفض وتحمل القتل والدمار والتهجير والنزوح والذل حتى الآن فإلى متى؟”.

وشدد الناشط على أن الأمر مرهون أيضاً بالحصول على ضغط إقليمي عربي ودولي وأممي لتطبيق الحل السياسي والقرار 2254 وبدء الانتقال إلى دولة المواطنة والعدالة ودون ذلك لا يمكن قبوله.

وأضاف: “كلنا أمل بأن تكون انطلاقة الموجة الجديدة من ثورة الحرية والكرامة التي انطلقت بآذار 2011 أن تحقق أهدافها بعد معاناة استمرت طيلة اثنتي عشر عاماً”.

وبيّن أن خروج الاحتجاجات هو مطلب الجميع وأمنية ننادي بتنفيذها فزخم الاحتجاجات بعمومية مناطقها، ومن المؤكد أن انضمام باقي المناطق إلى الاحتجاجات تشد من أزر بعضها وتعطيها القوى اللازمة للاستمرار والمتابعة لتحقيق أهدافها.

وذكر أن “القمع هو نهج النظام منذ تأسيسه لأن أساسه أمني قمعي، لكن حتى هذه اللحظة الأمن لم يتدخل في الاحتجاجات ولم يظهر بشكل واضح”.

وبين أن الحكومة تستعيض عن الأمن بإخراج شارع الحزب بمواجهة المعتصمين أما اليوم لن يستطيع أن يخرجهم لأنهم من الطبقة المقهورة وفي كثير من الأحيان هم أكثر من المحتجين.

وشدد النبواني على أن الحكومة لم تستخدم القمع حتى الآن “لأنها لا تريد أن تخسر ورقة الأقليات التي تتاجر بها إضافة إلى الوضع الإقليمي والدولي والمبادرة العربية وغيرها من الضغوطات”.

وأشار إلى أن المحتجين خرجوا بعفوية نتيجة الظلم والقهر الذي لامسوه وعاشوه طيلة عقد من الزمن وجاءت قرارات الحكومة والسلطة غير المدروسة فقصمت ظهر الشعب السوري.

وذكر أنه لا يوجد استراتيجية واضحة للاحتجاجات حتى الآن ولكن من المؤكد أن الشعب السوري المنتفض من جديد وصل لمرحلة اللاعودة “فعندما يعجز الإنسان أن يؤمن الغذاء لأطفاله وأهله فلم يعد هناك شيء يخسره”.

وقال السياسي السوري المعارض يحيى العريضي، لنورث برس، إن احتجاجات والحراك في السويداء لا تختلف عن “الثورة” الأساس، وهي امتداد وصدى واستمرار وتجديد لـ”ثورة السوريين التي انطلقت ربيع العام 2011″، بحسب تصريحه.

وأضاف، تختلف هذه الاحتجاجات الآن في سوريا بتوقيتها، بحيث تأتي بعد حالة من الجمود في الملف السوري ككل، وبعد أن أثبت الأسد أنه “فاشل بكل ما يمكن أن ينقذ البلاد والعباد”.

وأوضح إن الحراك الحالي يختلف بمنسوب الوعي لدى المحتجين، وسلميتهم المطلقة، وبعموم الحراك وشموله لكل السويداء؛ إضافة إلى وضوح الأهداف وتأثير طيفها على كل سوريا.

وأردف إن “النظام” السوري تغوّل بالاستهتار بكل ما ينقذ سوريا بعد أن دمرها وشرد سكانها وفعل ما فعل خلال السنوات الماضية.

وأشار إلى أن مطالب المحتجين لم تكن أكثر وضوحاً وأحقية مما نسمعه ونقرأه ونعرفه منهم؛ فهي واضحة ومحقّة ودقيقة وأقصى ما يريده السوريون ككل.

إعداد وتحرير: محمد القاضي