بعد توقف منظمة عن دعمهم.. مرضى كلى في الطبقة يعانون ارتفاع تكاليف الجلسات

أسامة أحمد – الطبقة

يجد ناجي صعوبة بتأمين الأدوية التي يحتاجها، إذ يعاني الرجل من فشل كلوي، يحتاج لعملية غسيل كليتيه مرتين أسبوعياً، وتلك تتطلب نحو 40 دولار أسبوعياً.

زاد توقف منظمة تدعم مرضى الكلية في الطبقة، من معاناة ناجي الأحمد (43 عاماً)، وهو من سكان المدينة، يقول لنورث برس، إن تكلفة الجلسات تفوق قدرته المادية، حيث يعاني من صعوبات اقتصادية.

ومنذ نحو ثلاثة أشهر، توقفت منظمة مهاد (جمعية السوسن سابقاً) عن دعم مرضى الكلية بمدينة الطبقة، حيث كانت الجمعية تقدم مستلزمات الغسيل للمرضى، وتداول ناشطون مؤخراً نداءات لإنقاذ مئات المرضى وسط ارتفاع تكاليف العلاج.

يحتاج “الأحمد” إلى 18 دولاراً في كل عملية غسيل، أي أن الرجل عليه أن يدفع نحو 80 دولاراً شهرياً.

لكن، عدم توفر دخل ثابت للرجل يفاقم معاناته، ويزيد من ذلك عدم قدرته على العمل، بسبب إصابته بجلطة دماغية، تسببت له بشلل نصفي.

ويحتاج مرضى الكلى لأدوية وسيروم (حمض) وبودرة وملحقات تستخدم لتوصيل الأجهزة بأجسادهم.

وبسبب ارتفاع تكاليف الجلسات، يضطر علي الصالح (24 عاماً)، وهو من سكان الطبقة، لتقليص عدد المستلزمات التي يشتريها، إذ بات يعتمد على الأساسيات فقط.

ورغم ذلك، يقول لنورث برس، إن الجلسة الواحدة تكلفه نحو 300 ألف ليرة، بينما إذ اشترى كافة الأدوية والمستلزمات التي يحتاجها، فإنها ستكلفه نحو 600 ألف ليرة.

ونتيجة الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها الشاب، لعدم قدرته على العمل بسبب المرض، يعتمد على من أسماهم “أهل الخير”، والذين يقدمون له ثمن الجلسات التي يجريها.

بدأت معاناة “الصالح” مع المرض منذ أقل من عام، ويحتاج الشاب إلى ثلاث جلسات أسبوعياً، وتلك تحتاج لتكاليف باهظة أثقلت كاهله.

ويعاني عموم سكان شمال شرقي سوريا، من صعوبات اقتصادية، نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية ومحدودية الدخل، لذا فإن غالبيتهم يعجز عن تأمين معيشته، في ظل ارتفاع الأسعار.

وزاد من معاناة المرضى، رفع الحكومة السورية لأسعار الأدوية أكثر من ثلاث مرات منذ بداية العام الجاري، وبنسب وصلت إلى أكثر من 200 بالمئة.

وبعد أن توقفت “مهاد” عن تقديم الدعم لقسم الكلية بمشفى الطبقة الوطني، يسافر خلف شبلي (73 عاماً)، وهو من سكان قرية جعبر بريف الطبقة، إلى دمشق لتلقي العلاج.

يغسل المسن كليتيه مرتين أسبوعياً، تكلفه كل “سفرة” إلى دمشق نحو 3 ملايين ليرة، كتكاليف غسل كلى له ولزوجته المريضة أيضاً.

يعاني الرجل من التكاليف الباهظة للعلاج، في ظل افتقاد المعيل وعدم قدرته على العمل، إذ إن لديه ابنتان ولا تعملان.

بينما أُصيب مهند الأحمد (30 عاماً)، وهو من نازح قرية دبسي عفنان بريف الطبقة، أثناء نقله بدراجة إلى مستشفى الطبقة الوطني، زاد ذلك من معاناته مع مرضه بالقصور الكلوي.

مهند شاب كفيف، يشكو قصوراً كلوياً حاداً منذ العام 2013، ومضطر لغسل كليته مرتين في الأسبوع، كما يعاني من فقر الدم وارتفاع البوتاسيوم وآلام مستمرة في جسده، ما يدفع الأطباء لتزويده بأكياس الدم.

يقول إنه كان يغسل الكلى مرتين في الأسبوع عندما كانت المنظمة تدعم المرضى، لكن الآن لم يعد يستطيع تحمّل تكاليف سوى جلسة واحدة، ويدفع الرجل تكاليفها مُجبراً، كي لا يضر بصحته.

وتواصلت نورث برس مع مسؤولة التواصل في منظمة مهاد (جمعية السوسن سابقاً)، عبر البريد الإلكتروني، لتبيان أسباب توقف الدعم، تم الرد على البريد بأنها في فترة إجازة، وأرفقت برسالة الرد التلقائية عنوان بريد إلكتروني لشخص آخر، لم يجب على البريد بعد.

تحرير: أحمد عثمان