الهجرة والجوازات أكثر دائرة حكومية يراجعها السوريون رغم الأسعار الخيالية
أردو جويد- حلب
يجدُّ حسن بكور (26 عاماً)، وهو من سكان الحمدانية جنوب مدينة حلب، السعي للحصول على جواز سفر من خلال المعاملين باستخراج هذا النوع من الخدمات المفقودة دون وسيط مع توقف منصة التسجيل واستصدار النموذج الأخير للحصول على الجواز الإلكتروني.
ويصف “بكور” في حديث لنورث برس، أن امتلاك جواز سفر سوري “بمثابة حصول على جسر للعبور إلى حياة أفضل في دولة ما، ومن خلالها سيجد السلام والحرية واحترام الحياة والإنسان”، بعد معاناة له في التعليم الجامعي، وحصوله على الإجازة في اللغة الإنكليزية وآدابها.
ينجذب الكثير من الشباب إلى الهجرة بحثاً عن حياة كريمة في المهجر، نتيجة للاضطرابات التي يعانون منها في الداخل السوري، ولا سيما تزايد معدلات البطالة بشكل كبير.
ويشهد فرع الهجرة والجوازات في منطقة الزبلطاني في دمشق ازدحاماً كبيراً من المغتربين للحصول على تجديد للجوازات المنتهية.
دار للعجزة
ظاهرة الهجرة تنشط أكثر فأكثر في ظل انعدام إمكانية توفر الغذاء والدواء والتعليم وفرص العمل للجميع في سوريا، حيث يعاني الكثيرون من ضائقة مالية جعلتهم يفكرون في ترك مكان ولادتهم والبحث عن حياة أفضل مع أوجاع الابتعاد عن الأهل.
وأشار ” بكور”، إلى أنه متفائل في الخروج من “دار العجزة” التي سوف يتركها لمن يشعر أنها مصدر للحياة الكريمة وهو ذاق الذل منذ شهور من التأجيل غير المبرر.
ووصف دائرة الهجرة والجوازات بأنها “الدائرة الحكومية الوحيدة التي تمنح زائريها طوق النجاة والخلاص والوصول إلى بوابة المطار، وتضع قدميك على أرض جديدة. ستشعر بالإثارة والتحرر. ستجد نفسك وسط تنوع ثقافات مختلفة وفرص جديدة تنتظرك للاستكشاف، ستكون هناك فرص جديدة لحياة مستقلة”.
ويشكل ارتفاع أسعار جوازات السفر وصعوبة تجديدها، أحد أبرز التحديات التي تواجه السوريين، في ظل تدهور الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي وتضخمها.
وتقدم “بكور” إلى المنصة للحصول على جواز السفر منذ مطلع شهر آذار / مارس الماضي وهي الأيام الأخيرة لديه لتحقيق طموحه، كون ما ينتظره هنا خيبات جديدة وخاصة نفاذ الفرص الوظيفية على الأقل في سوريا، وأن المستقبل يتجه نحو خدمة علم بلا نهاية.
ويمتلك “بكور” حتى نهاية هذا العام مهلة سفر وتأجيل من شعبة التجنيد وإلا سيلجأ للسفر بطرق غير شرعية، ولكنه يستبعدها للمخاطر التي تحملها ويمكن حدوثها.
واعتاد الشعب السوري على تعداد التسعيرة لنفس المنتج من المواد النفطية، إلى سعر العملات إلى تحصيل جواز السفر في الطرق الملتوية وخلال سرعة نصف ساعة فقط، بسعر خيالي يصل بين 8 و9 مليون ليرة سورية.
بينما رسوم المستعجل، مليون وعشرة آلاف ليرة سورية، وهو غير متاح، والنموذج الجديد إضافة شريحة إلكترونية على الجواز تمنع التزوير وتغيير معلومات صاحب الجواز، بسعر ثلاثة ملايين ليرة سورية.
ويحتاج المتقدم للحصول على جواز السفر الجديد أو تجديده عبر المنصة للشباب بعمر بين 17 و42 عاماً – صورة هوية – صور شخصية – صورة البصمة والتوقيع – إذن سفر من شعبة التجنيد – صورة جواز السفر القديم في حال الاستبدال إن وجد- إذن وظيفة في حال كان موظف حكومي.
ويعتبر جواز السفر وثيقة تثبت هويتك وتصدرها دولة المواطنة، حيث يستخدم للتنقل والسفر بين الدول والعودة إلى البلد، وحصلت فروع الهجرة في سوريا على جوازات السفر التي تم تطويرها إلكترونيًا حيث يحتوي على معلومات حيوية يمكن استخدامها للتحقق من هوية المسافرين.
يستخدم هذا النوع من جوازات السفر تقنية البطاقة الذكية والتي تحتوي على شريحة معالج تحتوي على معلومات إلكترونية حول حامل الجواز. وموجودة في الغلاف الأمامي أو الخلفي أو صفحة بين صفحاته.
إجازات منتهية ومنصة واقفة
لم تقتصر المعاناة في الداخل، لتشمل القادم من الخارج، بغاية الزيارة وتجديد الجوازات التي ستنتهي خلال أيام مع انتهاء مهلة الإجازة التي جاء بها عبد الكريم منصور وهو مغترب يعيش في المملكة السعودية.
ويقول الدكتور الجامعي الذي يدرس مادة العربي في السعودية، “يكفي أن تكون سورياً حتى تغلق في وجهك جميع طرق الحياة في الغربة”، وخلال الزيارة التي مضى عليها 26 يوماً في حلب يحتاج إلى تجديد جوازات السفر للعائلة والعودة مع انتهاء المهلة ومشقة السفر بين مدينتي حلب ودمشق.
ويضيف الدكتور، لنورث برس: “على السلطة المسؤولة اتخاذ إجراءات عاجلة لتسهيل عملية تجديد جوازات السفر وتخفيف العبء على حاملي الإقامات دون التسجيل على المنصة التي لا يعمل لها أي رابط في الفضاء الإلكتروني”.
ويصف “منصور”، وضعه بـ”المأساوي” ويحتاج إلى حل سريع وفعال لكي يتمكن من السفر بأمان وسهولة بعد تجديد جواز سفره بعد أن قضى ساعات طويلة هو وعائلته على الطرقات منذ إعلان منح التجديد في دمشق منذ أيام دون جدوى.
وقال أحمد مصطفى، وهو اسم مستعار لموظف من شرطة فرع الهجرة والجوازات بحلب، لنورث برس، منذ العشرين من الشهر الجاري أعلنت الإدارة عن منح جوازات سفر عاجلة لمن يملك إقامات خارجية في فروع دمشق واللاذقية خلال ثلاثة أيام قبل فتح التسجيل أمام المواطنين.
وبين “مصطفى” لنورث برس، خلال زيارة وزير الداخلية السوري لدى فرع دمشق في الزبلطاني، دعا العاملين إلى تسهيل أمور الحاملين للإقامة دون التسجيل على المنصة والتسليم بالسرعة الكلية.
وأشار “مصطفى”، إلى أنه بمجرد خروج الوزير ومشاهدة الأعداد الكبيرة أمام فرع الهجرة وصل تعميم لكافة الفروع بعدم قبول طلبات الحصول على جواز السفر داخل القطر (الفوري – المستعجل – العادي) إلا عن طريق خدمة المواطن الإلكتروني (المنصة) حصراً لإخفاء الأعداد وإلغاء التجمعات أمام أبواب الهجرة.
وأشار “منصور”، أنه يعلم بأن كل هذه الحركات التي تقوم بها الأفرع “هي لابتزاز المتعطلين عن أعمالهم لدفع أعلى سعر ممكن تحصيله في توقيت يعيش الجميع حالة الاستغلال للوضع لتحصل المال”.