حقد الجولاني على معارضيه يطال القرى التي يسكنونها
هاني سالم ـ إدلب
لم يقتصر حقد أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، (جبهة النصرة سابقاً)، تجاه معارضيه على اعتقالهم فحسب، بل طال القرى والبلدات التي يقطنونها مع ذويهم، في صورة تشابه إلى حد كبير ممارسات حكومة دمشق ضد المناطق التي خرجت ضدها.
ممارسات اختصرها إبراهيم العلو، أحد معلمي الابتدائي في قرية الفوعة شمال شرقي إدلب بالقول: “مداهمات واعتقالات مستمرة في ساعات متأخرة من الليل مما يبقى السكان في توتر وترقب مستمر، وسط حرمان من أبسط الخدمات التي تقدمها المنظمات كالصرف الصحي والسلال الغذائية والكهرباء وتعبيد الطرقات”.
وأضاف لنورث برس: “الجولاني بعد أن اعتقل قيادات عسكرية تتبع له بحجة العمالة إضافة لاعتقاله شخصيات أخرى مناهضة له تحت ما يسمى حزب التحرير في المنطقة، صب جام غضبه علينا، ومنذ حزيران الماضي لم نشهد الراحة ولا الاستقرار، فالاعتقالات مستمرة والوضع المعيشي من أسوء لأسوء خلافاً للقرى والبلدات المجاورة”.
وتعرضت سهى الأرنؤوط، من نازحي دمشق وتسكن في قرية حربنوش شمالي إدلب، للتهديد من قبل أحد المحققين الأمنيين في الفرع 107 التابعة لهيئة تحرير الشام.
تقول لنورث برس: “ذهبت لزيارة زوجي، وهو أحد الموظفين في منظمة إنسانية، في السجن، تم اعتقاله بتهمة التحريض. أحد الأمنيين ويدعى أبو براء الإدلبي هددني بالقول: (رح نضيق عليكن عيشتكن بالضيعة، وما رح تعرفوا طعم النعيم اللي كنا موفرينه لكم لحتى تفقدوه”.
ولا سبيل للخلاص من هذا التهديد، سوى بـ”مساعدة الجهاز الأمني في القبض على كل متورط في التحريض على الجولاني والهيئة”، بحسب ما تنقل “الأرنؤوط”، عن زوجها.
وأشارت إلى توقف الخدمات الصحية في القرى ومشاريع دعم قطاع الزراعة وزيادة تقنين الكهرباء وغيرها من الخدمات، “سوى عن عدد قليل من الأشخاص التابعين للجولاني”.
وقال أنور عبداللطيف حسو، من سكان بلدة دير حسان نازح من مدينة حلب، إن “أكثر من 165 شخصاً، بينهم سيدات، اعتقلهم الجولاني في القرية والمخيمات المجاورة منذ حزيران الماضي”.
وأضاف لنورث برس: “لكن ذلك لم يشبع حقده، تجاه من يدعوهم بالمحرضين والمهددين للسلم الأهلي، حيث لا زالت حملاته الأمنية مستمرة خلال ساعات الليل واعتقالاته التعسفية مستمرة دون معرفة مصير المعتقلين أو تهمهم، إضافة لوضع حاجزين إضافيين إلى جانب الحاجز الأساسي على مداخل القرية”.
وقبل شهر ونصف توجه وفد من وجهاء ديرحسان والمخيمات المحيطة إلى مبنى الإدارة المحلية في مدينة الدانا شمال إدلب، وقابلوا الجولاني مع رئيس حكومة الإنقاذ ومسؤولين آخرين، لكن الجولاني التزم الصمت وترك بقية المسؤولين يتحدثون.
وشدد المسؤولون حينها على أن “القرى والبلدات التي تهاجم القوى الأمنية وتخرج بمظاهرات مناهضة لزعزعة الأمن ولتغذية أجندات خارجية، لابد من التعامل معها بالصورة التي تبعدها عن أيادي العبث والعمالة”.
مصدر خاص من حكومة الإنقاذ، قال لنورث برس، إن “مئات الشكاوى وردت إلى مكاتب الحكومة في القرى والبلدات والمدن، حول عملية التمييز في تقديم الخدمات والدعم الإنساني والرعاية الصحية لأكثر من 23 قرية وبلدة متهمة بمناهضة الجولاني، حيث رفضت الحكومة الإجابة على هذه الشكاوى وتم إغلاق ملفها لأجل غير محدد”.
وأضاف أن المدعو أبو عبيدة، وبحكم قرابته من الجولاني “استلم مهمة الضغط على المنظمات في إدلب وريفها وتحييد مساعداتها وخدماتها عن القرى والبلدات التي تعتبر مناهضة للهيئة، حيث تعمل في إدلب وريفها ضمن مناطق تحرير الشام أكثر من 350 منظمة وجمعية إنسانية محلية ودولية”.
وأضاف المصدر أن عملية الضغط على القرى والبلدات المناهضة، “تأتي كنوع من التأديب لمنع أي حراك شعبي أو عسكري مناهض له في المستقبل على غرار خطط النظام في تأديب ومعاقبة المناطق المناهضة له”.