جدل اللقاء الليبي الإسرائيلي.. إقالة وزيرة الخارجية وهروبها إلى تركيا
أربيل- نورث برس
أفادت تقارير بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، “انزعجت” من كشف الاجتماع الذي عقد الأسبوع الفائت بين وزير خارجية إسرائيل ونظيرته الليبية والذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية، ودفع إلى إقالة الوزيرة وهروبها إلى تركيا.
وكان وزير الخارجية إيلي كوهين أعلن أمس الأول، الأحد، عن الاجتماع مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، مما أثار غضباً في ليبيا وعاصفة من الانتقادات في الداخل بعد الكشف عن اللقاء.
وتم طرد المنقوش أمس الاثنين بسبب اجتماعها مع كوهين، وسط تداعيات سياسية متصاعدة في كل من إسرائيل و ليبيا بعد أن أعلن كبير الدبلوماسيين الإسرائيليين أنه عقدا اجتماعاً “تاريخياً” مع المنقوش في روما.
وقال مسؤولون أميركيون لإسرائيل إن اللقاء سيردع الدول الأخرى عن الشروع في عملية التطبيع مع إسرائيل و”قتلت” قناة الحوار مع ليبيا بشأن الاعتراف بإسرائيل، حسبما ذكرت وسائل إعلام عبرية متعددة أمس الاثنين.
وذكرت القناة 12 والقناة 13 الإسرائيليتان أن القائم بأعمال السفير الأميركي لدى إسرائيل، ستيفاني هاليت، أبلغ كوهين مساء الاثنين أن إعلانه عن لقاء روما غير المسبوق كان بمثابة “خطأ يجب تصحيحه”.
وأفاد موقع “واللا” الاسرائيلي أن بايدن كان على علم بالاجتماع، وشجع طرابلس على الحضور، لكنه كان لديه انطباع بأن الاجتماع كان سرياً وسيظل كذلك.
ولم يقتنع المسؤولون الأميركيون أيضاً بتفسير وزارة الخارجية بأنها أصدرت بيانها حول الاجتماع كرد فعل على التسريب، قائلين إنه لا يزال بإمكان إسرائيل اختيار عدم التعليق على التسريب وتقليل الأضرار.
وبعد إعلان كوهين عن الاجتماع، الذي قوبل بغضب شديد في ليبيا، أقال رئيس “الحكومة الوطنية” عبد الحميد الدبيبة الوزيرة من منصبها، وقال إنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق للنظر في اللقاء.
ونفت وزارة الخارجية الليبية إجراء أي محادثات رسمية مع كوهين، مع اندلاع احتجاجات متفرقة في طرابلس ومدن أخرى في غرب ليبيا.
وذكرت وسائل إعلام محلية وغربية أن المنقوش هربت إلى تركيا بعد إقالتها.
وبعد إقالة المنقوش، زار الدبيبة السفارة الفلسطينية في طرابلس، وتعهد بعدم التطبيع مع إسرائيل مشدداً “عدم علمه” بلقاء المنقوش مع كوهين، وأكد أنه طردها.
وفيما يشير تصريح دبيبة إلى أنه لم يكن على علم بالاجتماع، قال اثنان من كبار المسؤولين في الحكومة الليبية لوكالة أسوشيتد برس إن رئيس الوزراء كان على علم بالمحادثات بين وزير خارجيته وكبير الدبلوماسيين الإسرائيليين.
و بحسب التقارير فأن اجتماع المنقوش-كوهين استمر نحو ساعتين، وأطلع المنقوش رئيسة الوزراء على الأمر مباشرة بعد عودتها إلى طرابلس.
وفُسر اللقاء على أنه يأتي في إطار جهود تتوسط فيها الولايات المتحدة لجعل ليبيا تنضم إلى سلسلة من الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وقالت الخارجية الليبية في بيان لها أعقاب تسريب اللقاء، إن ما حدث في روما كان غير رسمي وغير معلن(..) ولم يتضمن أي نقاشات أو اتفاقات أو مشاورات.