ماذا حققت احتجاجات الجنوب بعد أسبوع من انطلاقها؟
إحسان محمد ـ درعا
يشهد الجنوب السوري منذ حوالي أسبوع تزايداً في الاحتجاجات ضد الحكومة السورية، التي سجلت ارتفاعاً ملحوظاً وللمرة الأولى منذ سيطرة القوات الحكومية على درعا صيف العام 2011.
وقال أسامة المقداد، الناطق باسم موقع “18 آذار”، لنورث برس، إن حراك الجنوب اليوم وبعد مضي اثني عشر عاماً يختلف عما كان عليه سابقاً.
وأضاف أن السويداء والتي هي خاصرة درعا “شاهدنا فيها احتجاجات في أكثر من ٤٥ نقطة على طول الأسبوع الفائت وهذا يعتبر دافعاً كبيراً للمحتجين في الجنوب”.
احتجاجات في تزايد
وذكر المقداد، أن ما حققه الحراك في الجنوب إلى الآن أنه “كل يوم نرى اتساعاً لرقعة هذه الاحتجاجات وتزايداً في الأعداد بشكل كبير وانضمام مناطق جديدة”.
وشدد أنه بعد محاولات الحكومة السورية المستمرة لإظهار نفسها بأنها المنتصرة أمام العالم أجمع “جاءت هذه الاحتجاجات لتنسف كل محاولاته ومحاولة الدول المساندة لها بتعويمها من جديد”.
وبين أن “الشعب قال كلمته مرة أخرى بعد أكثر من ١٢ عاماً، لا حل في سوريا إلا بسقوط بشار الأسد”.
وأضاف أن “الحراك اليوم ليس مرهوناً بشيء ولكن هذا الاحتجاج جاء لإعادة روح الثورة إلى الشعب السوري الذي ذاق الويلات”.
وأوضح المقداد أن “النظام لم يعد يمتلك تلك القوة التي كانت في البداية، فهو منهك بشكل كبير نتيجة للحرب وهو اليوم أشبه بخيوط العنكبوت”.
وأردف أن “الحالة الاقتصادية في الحضيض وتشهد الدولة انهياراً اقتصادياً بسبب سياسيات الحكومة ومؤسساته العسكرية والأمنية، إذ إنها باتت اليوم متهالكة بفعل الفساد وسنين الحرب”.
الفتنة والتفرقة
قال العميد عبد الله الأسعد، مدير مركز رصد للدراسات الاستراتيجية، لنورث برس، إن تجدد الاحتجاجات في الواقع هو “تجديد ضخ الدم في الشرايين الذي لم يهدأ ولكن أصابه بعض الخمول في بعض الأحيان نتيجة المثبطين”.
وأضاف أن هذه احتجاجات التي جاءت بقوة الآن في درعا والسويداء هي “عبارة عن دم جديد يضخ في هذه العروق من أجل أن يثبت للحكومة بأن ما قامت به من مسرحيات تسويات من أجل إخضاع السكان لم تنطلِ عليهم”.
وأشار الأسعد أن الحكومة السورية الآن في “موقف محرج، ويعتمد على فرق تسد، ولا تعرف كيف تتعامل مع الاحتجاجات التي تندلع الآن في درعا والسويداء معاً”.
وبين أن “قذارة نظام الأسد ظهرت عندما لم يتعامل مع مظاهرات السويداء كما تعامل مع مظاهرات درعا بالقتل منذ اليوم الأول لمظاهرات العام 2011”.
وأردف أن “النظام اتبع هذا الأسلوب من أجل أن يفرق بين الشعب لأنه يعتمد على الطائفية، لكن نحن السهل والجبل نبقى أهل”.
ورجح المحلل الاستراتيجي بأن تشتعل الاحتجاجات في مدن أخرى بعد أن دعا الناشطون إلى زيادة الاحتجاجات، “ولا شك بأنها ستزداد”.
توسع الرقعة
قال أحد الناشطين في ريف درعا الغربي، لنورث برس، إن الاحتجاجات في درعا والسويداء بدأت بالتوسع ووصلت لقرى وبلدات في درعا ذات تواجد أمني كثيف.
وأضاف أن الناشطين “يحاولون حشد السكان للخروج في احتجاجات مناهضة للأسد والتأكيد على استمرار “الثورة” حتى تحقيق أهدافها”.
وأشار إلى أنه “في يوم الجمعة شهدت درعا أكبر عدد احتجاجات تتم في يوم واحد منذ سيطرة القوات الحكومية على المحافظة صيف العام 2018”.
وأردف أن عشرين نقطة خرجت في احتجاجات توزعت على عدد من مدن وبلدات وقرى محافظة درعا، وتمت في أوقات متفرقة من اليوم.
وشدد على أن أعداد المحتجين تزداد يوماً بعد يوم على الرغم من أن عدداً كبيراً من أبناء درعا والسويداء هاجروا.
وذكر الناشط أن المحتجين في السويداء “أعطوا حافزاً لخروج مزيد من المحتجين في درعا، وتأكيدهم على الاستمرار في هذا الحراك السلمي”.
وختم بأنهم مستمرون في الاحتجاج والإضراب حتى تحقيق أهداف “الثورة في إسقاط نظام الأسد والإفراج عن المعتقلين وتحقيق الحرية والكرامة لكل السوريين”.