الاحتجاجات تعم سوريا .. ما رسالة المتظاهرين؟

غرفة الأخبار- نورث برس

لليوم لعاشر على التوالي تشهد السويداء ودرعا احتجاجات شعبية واسعة على خلفية تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وسط تأكيدها على الاستمرار وتجديد الدعوات حتى تحقيق مطالبهم وتتقدمها “إسقاط النظام” وتطبيق القرار الأممي 2254 والمطالبة باللامركزية.

واتسعت رقعة الاحتجاجات لتصل إلى مدن في الشمال السوري، حيث خرج المئات المتظاهرين من مدن إدلب وأعزاز وعفرين والرقة ودير الزور يوم أمس الجمعة دعما للحراك الشعبي في جنوب البلاد.

” لن تفلح ما لم تتحرك أمريكا

يقول د. علاء الدين آل رشي، رئيس المركز التعليمي لحقوق الإنسان إنه:”  مالم تتحرك الإرادات الدولية ممثلة بأمريكا فلن تفلح تحركات أهلنا في الداخل”.

ويضيف آل رشي في تصريح لنورث برس أن  “ما يحصل الآن في سوريا يذكرنا بما حصل منذ انطلاق الثورة السورية 2011،  ويزيدنا إصراراً على التمسك بمطالبنا في الحرية والعدالة ومحاسبة المجرمين”.

“ما يحصل اليوم هو احتجاج وتنديد بالظروف الصعبة التي يعيشها أهلنا في سوريا، من انعدام الأمن والفقر وتكريس البطالة وغياب  الخدمات الحيوية والاجتماعية، والتي زادت في الآونة الأخيرة بسبب عبثية السلطة الحاكمة”.

“مما جعل الشارع السوري يطالب بإصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية جذرية”.

ويرى آل رشي وهو مؤسس الرابطة الكردية العربية أن:”  الأطراف السياسية الدولية عليها التحرك لتلبية مطالب الشعب، وبحث الحلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية، التي تعاني منها البلاد في الوقت الراهن وهي بقاء سلطة الأسد الذي جلب الفقر والتكفير لبلدنا “.

ليس من المرجح أن تحرك الاحتجاجات والمطالبات الحقوقية والاقتصادية الشعبية في سوريا، العملية السياسية في البلاد، إذ من المحتمل أن يتم التطويق أو الاحتواء أو الضرب لهذه الاحتجاجات”، بحسب آل رشي.

ويعتقد رئيس المركز التعليمي لحقوق الإنسان أن نجاح الاحتجاجات “يتوقف على قدرة النظام الدولي والأطراف السياسية المعارضة، على التعامل مع هذه الأزمة، بطريقة جدية وفاعلة وتبني الإصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري، وفي مقدمتها محاسبة الأسد والعدالة والحرية والكرامة”.

” رسائل لكل السوريين”

بينما يقول الكاتب والباحث السياسي ناصر أبو المجد، في تعليق على الاحتجاجات في الجنوب السوري، إن “اللافت في انتفاضة السويداء أنها حفزت مشاعر التأييد والمناصرة من أبناء كل المحافظات السورية، حيث خرجت المظاهرات في عشرات المدن داعمة لحراك السويداء”.

ويضيف أبو المجد لنورث برس، إنه في ” ظل تهافت بعض الدول للتطبيع مع نظام الأسد، عادت المظاهرات السورية إلى الساحات العامة بزخم مرتفع وإصرار عنيد، انطلاقاً من محافظة السويداء”.

” النظام لا يمنح المحافظة أدنى امتياز كالذي يمنحه لحاضنته في الساحل، بل على العكس تماماً، هو يتعامل منذ سنوات مع السويداء على مبدأ أن (السويداء تتحمل الضغط)”.

“الأمر الذي قلب الطاولة على النظام وأدى لتفجير الموقف، بطريقة لا تقبل التراجع، فسرعان ما تحولت الاحتجاجات المطلبية، إلى مطالب سياسية، تتمثل بإسقاط النظام ومحاسبته، مع التأكيد على أن هذا السقف لا تنازل عنه”، وفقاُ للباحث السياسي.

ويشير أبو المجد إلى أن “القائمين على الحراك أرسلوا رسائل أبناء السويداء لكل السوريين وخاصة أولئك الذين تمردوا على نظام الأسد ودفعوا الثمن غالياً ولا زالوا مصرين على خياراتهم”.

واختتم حديثه لنورث برس، “جاءت الانتفاضة الأخيرة والنظام يعاني من تدهور اقتصادي غير مسبوق، ينذر بالانهيار الكامل، وهو ما يعيق محاولات مفترضة لإسكات المتظاهرين”.

إعداد وتحرير: مالين محمد