غرفة الأخبار- نورث برس
منذ 17 آب/ أغسطس الجاري، تشهد السويداء ودرعا احتجاجات شعبية واسعة على خلفية تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وسط تأكيدها على الاستمرار وتجديد الدعوات حتى تحقيق مطالبهم وتتقدمها “إسقاط النظام”.
وكشفت مصادر خاصة من ريف السويداء الشمالي، الخميس، لنورث برس، أن حكمت الهجري “شيخ العقل” الأول لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، رفض طلب محافظ السويداء بسام بارسيك بالتهدئة.
وأمس الأربعاء، شهدت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء احتجاجاً يعتبر الأكبر منذ بدئها الأسبوع الفائت، بعد مشاركة وفود من أبناء الريف، وطالب المحتجون بـ“إسقاط النظام، وتطبيق القرار 2245، للوصول إلى دولة العدالة والمواطنة، وإطلاق سراح المعتقلين”.
“انتفاضة جديدة”
يقول المحلل السياسي السوري تيسير النجار، إن”الاحتجاجات الداخلية في درعا والسويداء، قد لا ينتبه لها من هو خارج سوريا، لكن إظهارها يولد تضامناً أكثر ورؤية مشتركة لجميع السوريين”.
ويضف “النجار” لنورث برس: “المجتمع الدولي، ينظر إلى الثورة السورية على أنها قاصرة، ولم تنتج إلى هذه اللحظة قيادة حقيقية، لكي تطالب بحقوقها وتكون شريكة للمجتمع الدولي بالتغيير في سوريا، بمعنى كتلة سياسية كبيرة تقود التغيير”.
ولكن اليوم “هناك عودة أخرى وانتفاضة جديدة، على ما أعتقد أنها ستغير كل شيء وستولد قيادة جديدة”، بحسب المحلل السياسي.
وشدد على أن هناك “نحو عشر مؤتمرات عقدت خلال الأشهر الماضية، وهذا يعني أن هناك حراك ومخاض سيولد بالنهاية قيادة، إذا اجتمعت كل المؤتمرات في مؤتمر واحد، وجمع الرأي حينها ستولد قيادة جديدة، وبالتالي ستحصل على شرعية ثورية وسيؤيدها المجتمع الدولي ويتعامل معها، ويجري التغيير في سوريا إلى دولة ديمقراطية مدنية وهو مبتغى الشعب السوري”.
وأعرب المحلل السياسي عن أسفه، من الفشل السابق، بالقول: “الخيانات والارتباطات التي حدثت، غيرت الكثير من مسار الثورة، روسيا وتركيا وإيران، تحكموا كثيرا بمصائر السوريين بتحكمهم بقادة الفصائل الذين كان أكثر ما يهمهم جيوبهم، وغير ذلك نفوسهم كانت ضعيفة، رضخوا للإملاءات وبالتالي تنازلوا وتركوا تقريباً كل المدن التي كانت بيد المعارضة”.
أقرأ أيضا:
- احتجاج ليلي وعبارات جدارية مناهضة للحكومة في درعا
- محتجون في ساحة الكرامة بالسويداء يطالبون بـ “رحيل الأسد”
- دعوات وتواصل الاحتجاجات في درعا
- السويداء.. رقعة الاحتجاجات تتسع وسقف المطالب يعلو
“الاحتجاجات لم تعد فئوية”
ويرى المحلل السياسي السوري المعارض نصر اليوسف، أن كل سوري “وطني يريد أن تخرج البلاد من النفق المظلم الذي فرضه النظام السوري، وأن يؤيد ويتفاعل مع احتجاجات السويداء ودرعا” ، خاصة أن تلك الاحتجاجات لم تعد فئوية، بمعنى أدق “لم تعد درزية”.
ويضيف “اليوسف” لنورث برس: “هذا شيخ عقل الطائفة الدرزية، بمنصبه الفئوي، الضيق، تحدث عن هموم الوطن كله، فقال لم نخول أحداً أن يوقع على عقود بيع الوطن”، مشيراً إلى أن هذا “يدل على موقف وطني، الحرية والعدالة والكرامة أولاً وأخيراً، مطلب لكل السوريين”.
وطالب المحلل السياسي بأنه “على الجميع وكلٌ من موقعه، تقديم ما يستطيع من تأييد لهذه الانتفاضة والدفع باتجاه أن تستمر حتى يسقط النظام، ويكسر حاجز الخوف الذي عشعش في قلوب من يقع تحت سيطرتها”.
ويأمل “اليوسف” أن تنتقل الاحتجاجات إلى جميع المناطق السورية، مضيفاً: “لا أريد ومثلي الكثيرون، الفوضى، بل أن يكون الانتقال منظما بأشراف الأمم المتحدة، ويضع حداً لهذه المرحلة المظلمة من تاريخ سوريا، ونبدأ بإعادة البناء على أسس متحضرة تقوم على الحرية والكرامة والعدالة”.