اللاذقية.. احتقان شعبي وقبضة أمنية تمنع الاحتجاجات في الساحل السوري

اللاذقية – نورث برس

يشهد الجنوب السوري حركة احتجاجات في عشرات مراكز المدن والبلدات والقرى في السويداء ودرعا، تتوسع رقعة الاحتجاجات ويعلو معها سقف المطالب التي وصلت حتى “إسقاط النظام” السوري و”تطبيق اللامركزية”.

كان قرار الحكومة الأخير برفع سعر المحروقات بمثابة الشعرة التي قسمت ظهر البعير كما يُقال في المثل الشعبي، وكان قرار الرفع الرابع خلال العام الجاري أي مرة كل شهرين.

 لكن البعير في الساحل السوري حمل حصص عديدة من القشّات، ابتداءً من تقنين الكهرباء وتزايد  الفقر وانتهاءً بالحرائق الكبيرة التي أضافت عوائل جديدة إلى خط الفقر، دون حلول حكومية ناجعة لتحسين الوضع المعيشي لهؤلاء.

شهد الساحل السوري احتجاجات خجولة عبّرت عن نفسها على التواصل الاجتماعي، ويقول ناشطون من اللاذقية لنورث برس تحفظوا على ذكر أسمائهم، إن القبضة الأمنية القوية في مناطق “حاضنة الأسد” تمنع الناس من الاحتجاج والتنديد بقرارات الحكومة.

وكان أول ظهور مباشر لـ لمى عباس وهي ناشطة من مدينة اللاذقية، تحدثت عن مساوئ الحكومة ودورها في إفقار الناس، وطالبت سكان الساحل السوري بالتحرك ضد الحكومة، ليكن هناك تحرك أمني ضدها في اليوم التالي، وتهديدات باعتقالها ومحاسبتها على “النيل من هيبة الدولة”.

وتلاها الناشط بشار برهوم، الذي ناشد للوقوف مع زميلته لمى عباس ودعا للتحرك من أجلها.

يعتمد غالبية سكان الساحل في معيشتهم على الزراعة المتراجعة أو الوظائف الحكومية التي يبلغ راتب الموظف فيها ما يقارب 10-15$ أميركي، والعمل الخاص والتجاري قليل إلا لأصحاب رؤوس الأموال، والرواتب أقل من العاصمة بالنصف تقريباً في القطاع الخاص إن وجد.

وعبّر الناشط أحمد إسماعيل بمناشير وفيديوهات على حسابه في فيس بوك، وتتحدث بالأخير منها عن لقاء الأسد “المخيب للآمال”، ويسأل عن ما تفعله أسماء الأسد من استثمارات بالساحل السوري؟.

دعا إسماعيل السكان إلى التعبير عن كلمته والتظاهر والاحتجاج، ليتم اعتقاله خلال استدراجه إلى وظيفته، من قبل فرع الأمن العسكري في اللاذقية.

وحاولت ابنته أن تحشد الرأي العام معها، لكن التضامن كان عبر صفحات على التواصل الاجتماعي، دون تحوله إلى احتجاج في الشارع.

يقول أحد السكان لنورث برس: “نريد التضامن مع إسماعيل ومع قضية الواقع المعيشي المنهار، لكن السجون تنتظرنا”.

وفي سياق آخر، ظهرت دعوات سابقة من قبل ناشطين وصحفيين من أبناء الساحل السوري والداخل تدعو الناس للإضراب والاعتصام بالساحات حتى يحصلوا على حقوقهم، ومنهم الصحفي والناشط كنان وقاف، الذي تم اعتقاله أكثر من مرة، قبل أن يخرج بمرسوم العفو الأخير ويغادر البلاد.

خلال الاحتجاجات الجارية في الجنوب السوري، دعا وقاف للانتفاض بوجه السلطة والحكومة ليعيشوا بكرامة، على حد تعبيره.

وأفادت مصادر من مدينة جبلة، نورث برس، أمس الأربعاء، بخروج مظاهرة صغيرة من 10 أشخاص في ساحة المدينة، تعرض أفرادها للضرب من قبل الأمن، ولم تتطور إلى تجمع يشارك فيه العشرات من السكان.

تقول المصادر إن الساحل السوري يشهد احتقاناً ضد  الحكومة، لكن القبضة الأمنية تلازمهم أكثر من باقي المناطق لأنهم الحاضنة الشعبية للأسد كما يتم الترويج للمنطقة البحرية من سوريا.

إعداد: دهب محمد – تحرير: عكيد مشمش