إيمان الناصر – دير الزور
يشتكي جدعان من انعدام الدعم لقطيعه من الأغنام، من قبل الجمعيات “الفلاحية”، إذ يحتاج قطيع الرجل لكميات من الأعلاف في هذا الوقت من العام، بسبب قلة المرعى.
يجد جدعان الخلف (60 عاماً)، وهو مربي أغنام ويسكن في قرية الطار غربي دير الزور، صعوبة بتأمين الأعلاف لأغنام بسبب ارتفاع أسعارها، ورغم أن سعر الرأس من الماشية جيد، إلا أن أسعار الأعلاف مرتفعة.
يعاني قطاع الثروة الحيوانية بدير الزور، شرقي سوريا، من تدهور في ظل الجفاف الذي ضرب المنطقة خلال العامين اللذين سبقا هذا العام، وعدم وجود دعم للماشي بالأعلاف من قبل الإدارة الذاتية.
ينتقد “الخلف” ومربو ماشية بدير الزور؛ قلة الدعم لماشيتهم، خاصة أن أسعار المواد العلفية مرتفعة، في حين تمثل الثروة الحيوانية مصدر دخل ثانٍ لسكان بدير الزور بعد الزراعة، ومصدر أساسي لكثير منهم.
خلال السنوات الماضية عزف الكثير من المربين عن تربية الأغنام بسبب الجفاف، وارتفاع أسعار المواد العلفية وتدني أسعار الماشية.
ويطالب “الخلف”، بدعم “حقيقي” لثروتهم، من قبل المنظمات الإنسانية والإدارة الذاتية، وتخفيف المعاناة على المربين، إذ إن الأمر من شأنه أن يسهم بتحسين اقتصاد المنطقة.
ويعاني مربو الماشية وسكان بدير الزور من تدهور قيمة العملة السورية أمام العملات الأجنبية، إذ ارتفعت أسعار جميع المواد بشكل كبير، نتيجة بيعها بقيمة صرف الدولار الأمريكي.
بينما يشتكي خالد الخضر (55 عاماً)، وه من سكان قرية سفيرة تحتاني غربي دير الزور، كما سابقه من ارتفاع أسعار الأعلاف وانعدام الدعم، بالإضافة لعدم تقديم الأدوية من قبل الجمعيات لماشيتهم.
يقول المربي لنورث برس، إنه منذ سنوات لم يحصل على دعم بالأدوية لقطيعه الذي يصل لنحو 200 رأس، في الوقت الذي يحتاجها فيه، لدرء خطر الأمراض عن رؤوس ماشيته.
وفي هذ الوقت من كل عام تكثر الأمراض بين قطعان الماشية، كـ “الحمى، الجدري، الضلاع، الدميّة”، وأمراض أخرى تُصيب الأغنام في الكبد، تسببها الأعشاب المتواجد على ضفاف الفرات، يُطلق عليها في العامية “الرفيش”.
و”الرفيش”، مرض يصيب الماشية، عبارة عن ديدان تصيب الكبد، وتؤدي لموت الأغنام.
ونتيجة قلة الدعم، وارتفاع أسعار الأعلاف، والجفاف، انخفض عدد رؤوس قطيع محمود العكلة، من سكان قرية حوايج بومصعة، من ألف إلى 350 رأساً.
وباع الرجل جلّ رؤوس ماشيته، لشراء الأعلاف للبقية، وكذلك لتأمين مستلزمات عائلته، كون تربية الماشية مصدر رزقه الوحيد ورثها عن أبيه.
ويطالب المربي بتأمين الأدوية والأعلاف بأسعار مناسبة عن طريق مؤسسات الإدارة الذاتية المعنية بالثروة الحيوانية.
من جهته يقول محمود العبد مسؤول في اتحاد الفلاحين العام بدير الزور، لنورث برس، إنهم قدموا دعماً للثروة الحيوانية بمادة “النخالة” فقط، لافتاً إلى قلة الدعم المقدم للمربين مقابل حاجة قطعانهم.
ويضيف، أنهم يخططون لتسليم المربين دورة علفية جديدة، لكن بعد إحصاء أعداد الماشية في دير الزور، وعزا سبب تأخير تسليم المربين لمخصصات قطعانهم إلى “مشاكل وتأخير من شركه تطوير المجتمع الزراعي”. فمنذ سنة تقريباً لم يوزع أي دعم بالأعلاف للمربين. وفقاً لـ “العبد”.
ويصل عدد المنتسبين لاتحاد الثروة الحيوانية إلى 65 ألف عضو، فيما يبلغ عدد الماشية بدير الزور نحو 4 مليون ونصف من الماشية، وفق الأرقام المسجلة لدى الاتحاد.