القنابل التركية تمنع قطف الفستق الحلبي في منبج
فادي الحسين – منبج
يشتكي نافع من الضرر الذي لحق بمحصوله من الفستق الحلبي، في كرمه الواقع على خط التماس بين مجلس منبج العسكري والفصائل التابعة لتركيا.
منذ بدء موسم نضج الثمار، يتخوف نافع المحمود (44 عاماً) من سكان قرية الكاوكلي في ريف منبج الشمالي الغربي، عدم قدرته على قطاف محصوله من الفستق الحلبي، بسبب الاستهداف التركي المتكرر على قريته.
وما يؤرقه وقوع كرمه في الجهة الشمالية للقرية؛ مقابل القاعدة التركية المتمركزة قبالة قريته.

وتمنع الاستهدافات التركية المتكررة، مزارعي الفستق الحلبي بقرىٍ في منبج، شمالي سوريا، تقع على خط التماس بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية، من الاقتراب من أراضيهم وجمع محاصيلهم.
هاجس خوف
في هذه الأيام من كل عام يصادف موعد التقاط، وجمع موسم الفستق الحلبي، إلا أن “المحمود” وأقرانه، لم يفرحوا بمجيء الموسم، هذا العام، وبات يثير مخاوفه، خاصةً أن قريتهم خط تماس، وباتت عرضة للاستهداف التركي، بالإضافة للسرقات التي طالت محاصيلهم هذا العام، ولمخاوفهم من القنص والاستهداف المباشر، يعجز المزارعين عن حراسة أراضيهم.
يأمل “المحمود” انتهاء الصراع في سوريا، مطالبةً المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العالمية، حماية المدنيين وممتلكاتهم.
هاجس الخوف ذاته؛ يلاحق عدنان الجمعة (50 عاماً) من سكان قرية الصيادة في ريف منبج الشمالي، هو الآخر قلقٌ من عدم قدرته على جمع محصوله هذا الموسم، بسبب القذائف التركية التي تستهدف القرية “عشوائياً”.
وتتعرض القرى الواقعة على خط التماس بين مجلس منبج العسكري، والقوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها، للقصف المستمر، وسقوط القذائف بشكل عشوائي في الأراضي الزراعية.
يقول “الجمعة” لنورث برس، إنهم عانوا في المواسم السابقة، بسبب عدم ارتياحهم أثناء جمع المحصول، لتخوف العمال من الذهاب لمناطق التماس والعمل هناك.
قصفٌ قنص سرقات
يشير الرجل إلى تعرّض العديد من كروم الفستق ومن ضمنها كرمه؛ للسرقة، لعدم قدرة أصحاب الكروم على حراستها؛ خاصة في الليل، إذ أن “الاستهداف يصبح مؤكداً”، يقول.
ويضيف بلهجته العامية “بدنا نحسب حساب ونخاف من مزاجية القناص في القاعدة التركية”.
ويتخوف مزارعو قرى خط التماس من الاستهداف التركي، بعد أن تعرّض بعضهم للاستهداف المباشر، كما أن القصف العشوائي؛ يزيد ذلك، ما دفعهم للتفكير في العزوف عن الزراعة.

يتذمر “الجمعة” من الخسائر التي تلحق به، في مواسم الفستق الحلبي والزيتون والعنب، بالإضافة لمحاصيل القمح والشعير، والتي دائماً ما تتعرض للتخريب أو الحرق نتيجة القصف التركي على ممتلكات السكان في تلك القرى، ويشابهه في الحال مع عموم أقرانه.
ومصعب الخليف (33 عاماً) من سكان قرية التوخار شمال مدينة منبج، واحد من هؤلاء، إذ أن حاله لا يختلف عن سابقيه، فضياع موسم كامل، مرهق بالنسبة له، خاصة أنه يعتمد على أشجاره لتأمين مستلزمات عائلته.
يأمل الرجل، أن يحقق بعض الربح، من جني محصوله، خاصة أن سعر الكيلو الواحد فاق الـ 70 ألف ليرة، لكن يبدو أن أمانيه لن تتحقق، في ظل انتشار السرقات، والقصف الذي منعه من زيارة حقله منذ أكثر من أسبوع.
ويشتكي سكان قرى التماس، من القصف التركي العشوائي؛ والمستمر على قراهم، والذي يعرّض حياتهم ومحاصيلهم للخطر.
وفي الثاني عشر من شهر حزيران/ يونيو الماضي، قصفت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها، عدة قرى بريف منبج، بعشرات القذائف المدفعية والهاون والطائرات المسيرة، أدى لفقدان أشخاص حياتهم وإصابة آخرين.