جواز السفر الإلكتروني.. ميزة لم تغنِ عن الطابور!

دمشق – نورث برس

أصدرت وزارة الداخلية في الحكومة السورية، أمس الأحد، قراراً يقضي بإصدار جواز السفر الإلكتروني، وحددت الهجرة والجوازات التسجيل على المنصة كشرط رئيسي للحصول على الجواز الجديد، الذي تعتبر الشريحة الالكترونية أبرز ميزاته.

ويخزّن الجواز الإلكتروني البيانات الوصفية والمعلومات الخاصة بحامله، وتشمل بصمة اليد، والإصبع، وشكل الوجه، والرقم الذي يقيس المسافات بين ملامح الوجه، مثل المسافة بين العينين، وعرض الفم، والمسافة بين الأنف والذقن.

طابور الجواز!

اعتقد السوريون أن تحويل الجواز إلى الكتروني سيمنع الازدحام على مراكز الهجرة والجوازات، لكن الطوابير بدأت بالتجمع منذ ساعات صباح الأمس، وقال سكان إنهم اعتقدوا أن الازدحام سيكون أخف بكثير، كون الجواز أخذ صفة الالكتروني، وأشار البعض إلى أن فكرة الإلكتروني أي “online”، وبالتالي فقط يأتي الشخص عند الاستلام.

ويعتبر جواز السفر السوري من أغلى الجوازات في العالم، لكنه لا يؤهل حاملة للسفر إلى دول عديدة.

وقال مصدر من الهجرة والجوازات في دمشق لنورث برس، إن سبب اللجوء للجواز الإلكتروني، هو “منع التزوير الذي ازداد بنسب كبيرة في السنوات الأخيرة، وأن المنصة هي الحل الوحيد لتنظيم الدور لمنع المحسوبيات والوساطات”.

وفي تجربتها بالحصول على جواز سفر، قالت مارلين أحمد (33 عاماً) لنورث برس، إن قدمت طلباً على الجواز غير مستعجل لأنها ليست بحاجته في الوقت الحالي، فحجزت لها المنصة موعداً بعد ثلاث سنوات أي 2026.

وأضافت أنها اضطرت لإلغاء هذا الموعد البعيد واضطرت لاستدانة مبلغاً لطلب جواز عاجل، “أجبرت أن أتدين 100$ أميركي كي أحصل على جواز مستعجل، وحتى اللحظة أدفع هذا المبلغ كديون”.

بينما قال محمد محمد (27 عاماً) إنه دفع لسمسار تعرف عليه عبر صفحات النت مبلغ 3 ملايين ليرة سورية ليحصل على الجواز خلال يومين.

بينما تساءل آخرون عن الجديد الذي سيقدمه الجواز الإلكتروني من جهة تخفيف طوابير الازدحام، وتخفيف الأعباء المالية التي يستجوبها إصدار الجواز.

وعبر ناشطون على التواصل الاجتماعي عن “امتعاض” من موضوع الجواز الإلكتروني وصل إلى حد السخرية، وقالت ريم موسى عبر حسابها على فيس بوك: “ماذا استفادت الناس، المنصة معطلة دائماً لا توجد شبكة لأيام، المبلغ لازال أكثر من مليون ليرة سورية”، مضيفة أن منع التزوير هو واجب الحكومة وعليها ألا تصدر جوازات قابلة للتزوير.

بينما تساءل موفق عماد: “سميتوه الجواز الإلكتروني طيب خلي الناس تسجل أون لاين مو بس تسمو وتضلو هيك عالعصر الحجري”، وأرفق صورة لازدحام السكان في مركز استصدر الجوازات الإلكترونية.

أما أسامة داوود فقال: “قبل كان الاستصدار يتوقف بسبب نفاذ الورق، هلأ رح يقولولك ما ضل شريحة”، معبراً عن سر هذا الجواز الأغلى في العالم والذي يتسبب بقلق في كافة المطارات، بحسب تعبيره.

إعداد: دهب محمد – تحرير: عكيد مشمش