100%.. طالبة في الثانوية العامة تتفوق في مناهج الإدارة الذاتية

القامشلي – نورث برس

التعليم بالنسبة لها جميل، والمواد واحدة في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن لغة تلك البلاد، لكن التعلّم بلغتها الكردية، هو الأفضل بالنسبة لها، ومن خلاله حصلت الطالبة ياسمين على العلامة التامة في الشهادة الثانوية للفرع العلمي.

تفوقت ياسمين إبراهيم ( 18 عاماً ) وهي طالبة بكلوريا، الفرع العلمي، في مدارس الإدارة الذاتية بمدينة القامشلي, شمال شرقي سوريا, بمعدل 100 %.

تعيش ياسمين مع والديها وثلاثة إخوة في منزل بحي الغربي بمدينة القامشلي, ويعمل والدها سائقاً على خط الهلالية بالمدينة.

تقول ياسمين لنورث برس: “في المرحلة الابتدائية وبالتحديد في الصف الثالث, دخلت اللغة الكردية ضمن المنهاج الدراسي, حينها كانت على شكل حصص ضمن برنامج  الأسبوع”.

لم يكن هناك أي صعوبة بالنسبة لـ”ياسمين” بتعلم اللغة الكردية، وإضافتها ضمن المناهج الدراسية, “ذلك كان ممتعاً جداً بالنسبة لي”.

وبعد البدء بالمرحلة الإعدادية، باتت اللغة الكردية أساسية ضمن المنهاج الدراسي, إلى جانب اللغتين العربية والإنكليزية.

وبداية العام الدراسي 2015- 2016 , بدأت الإدارة الذاتية بتدريس مناهجها التعليمية للصفوف الثلاثة الأولى, زادتها تباعاً حتى شملت كافة المراحل الدراسية.

وبحسب هيئة التربية والتعليم في شمال شرقي سوريا, أن لـ 6126  طالباً وطالبة قدموا امتحانات البكالوريا بفرعيها العلمي والأدبي هذا العام, فيما قدرت نسبة النجاح بحسب الهيئة 80% للعام الدراسي 2022 ـ 2023.

وبلغ عدد الطلاب المتقدمين لامتحانات الثانوية بالفرع العلمي، 953 طالب/ة، منهم 972 تقدموا للامتحانات باللغة الكردية و81 بالعربية.

أما الفرع الأدبي فبلغ 963، منهم 766 باللغة الكردية و197 بالعربية، بينما بلغ طلاب الإعدادية 4210 منهم 3049 باللغة الكردية و1161 بالعربية، وفق المكتب الإعلامي لهيئة التربية والتعليم.

وتعتمد الإدارة الذاتية منذ تأسيسها نظام تعليمي خاص بها، يعتمد اللغتين الكردية والعربية كلغتين أساسيتين، لكنها لا تحظى باعتراف من حكومة دمشق بسبب خلافات سياسية بينهما.

ورغم أن مرحلة البكالوريا لم تكن سهلة، خاصة الفرع العلمي، إلا أن ياسمين، استطاعت بتنظيم الوقت وبذل الجهد الكبير والتعب والإصرار، التفوق والحصول على العلامة التامة.

تقول: “التعليم بالنسبة لي جميل بكافة اختلافاته, الفيزياء والكيمياء والعلوم، هذه المواد ليست فقط مرتبطة بالعربية, إنما بجميع أنحاء العالم، لكن تختلف اللغة”.

وتضيف ياسمين: “بالنسبة لي التعلم باللغة الكردية الأم هو الأفضل, لأن لغتنا لم تكن يوماً من الأيام أساسية ضمن مناهج التدريس”.

وبالرغم من اختلاف الآراء حول مستقبل الطلاب الذين يحصلون على شهاداتهم باللغة الكردية، كونها لغة غير معترفة بها حتى الان, إلا أن ياسمين لديها رأي آخر, تقول: “لا أرى أي عائق أو مانع لعدم التعلم باللغة الكردية الأم, خاصة أننا شاهدنا ذلك بأنفسنا بعد التخرج من الجامعات والبدء بالعمل حسب الشهادة الحاصلين عليها”.

وتضيف: “وكوننا داخل المنطقة الآن, لا يهم بالنسبة لي عدم الاعتراف بشهادتي خارجها, الأهم أن أتعلم بلغتي التي كانت حلماً لنا لأعوام”.

ولا تفكر ياسمين، بتحصيل وظيفة حسب شهادتها، “الأهم أني تعلمت عبر مناهج الإدارة الذاتية، ثقافة منطقتي، وهذا كافٍ بالنسبة لي”.