نورث برس
قتلت فصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة لتركيا، أمس الأربعاء، رجلاً مسناً في بلدة ميدانكي بناحية شران في عفرين شمال غربي البلاد، على خلفية رفضه رعي ماشية يملكها فصيل عسكري في أرضه.
وفقد علي أحمد (74 عاماً) حياته متأثراً بجراحه بعد تعرضه لضرب مبرح بواسطة العصي من قبل عناصر ينتمون لفصيل السلطان مراد، وفق ما ذكرت مصادر محلية تحدثت لنورث برس.
وهذه ليست الحادثة الأولى التي تجري في منطقة عفرين منذ سيطرة تركيا عليها في آذار/ مارس 2018 إذ وثقت تقارير حقوقية وصحفية مئات الانتهاكات المختلفة بحق المدنيين وممتلكاتهم.
وتعد هذه الحادثة هي الثانية من نوعها في أقل من أسبوع، بعد مقتل فاطمة إبراهيم كنه (80 عاماً) خنقاً، في قرية "هيكجة" التابعة لناحية "شيه" في منطقة عفرين، على يد مسلحي فصيل "سعد بن أبي وقاص"، وذلك بعد دخولهم منزلها بهدف السرقة.
وقال مركز توثيق الانتهاكات الذي يعنى برصد أحداث منطقة عفرين إن الرجل فارق الحياة أثناء "إسعافه إلى أحد مشافي عفرين جراء نزيف في الدماغ".
وأفادت مصادر محلية أن الشرطة المدنية لم تتدخل "خوفاً" من عناصر فصيل السلطان مراد والذي يسيطر على هذه المنطقة.
ويستمر مسلسل انتهاكات الفصائل السورية التابعة لتركيا في عفرين وتشمل عمليات قتل وخطف وابتزاز وسرقة أموال وممتلكات وآثار المنطقة، بالإضافة إلى سياسة التغيير الديمغرافي التي تنتهجها وفق تقارير حقوقية عديدة.
وكان مركز توثيق الانتهاكات، قد وثق، مقتل رجل مسن يدعى محي الدين أوسو، في منزله بحي الأشرفية بمدينة عفرين، وأصيبت زوجته بجروح نتيجة اقتحام مسلحين من "الجيش الوطني" منزلهما في 25 آب/ أغسطس 2019، لتتوفى الزوجة أيضاً في وقتٍ لاحق متأثرةً بجراحها.
كما شهد الـ10 من أيلول/ سبتمبر 2019، تعرض محمد عمر حمدوش (73 عاماً) من سكان ناحية ماباتا لتعذيب شديد بعد اعتقاله من قبل جهاز "الشرطة العسكرية"، وأفرج عنه بعد تدهور وضعه الصحي، حيث تعرض لكسور في منطقة الصدر والكتف واليد وقامت عائلته بإسعافه إلى المشفى لتلقي العلاج.
وفي تموز/ يوليو 2018، عثر سكان من قرية براد بناحية شيراوا في عفرين على جثمان حمدي عبدو، والذي تم خطفه قبل العثور على جثته بأسبوع مع زوجته، ليتضح أنه قضى رمياً بالحجارة بعد قطع يده وساقه بحسب تقرير لمركز التوثيق.
وكانت كتيبة "الحمزات" التابعة "للجيش الوطني" قد داهمت منزل عبدو، وقامت بضرب زوجته المسنة وتركها تنزف حتى الموت، وغادرت العناصر المنزل بعد خطف الرجل ونهب مبالغ مالية كبيرة من منزله قدرت بحوالي /7/ ملايين ليرة سورية، وحوالي واحد كيلو غرام من الذهب، بالإضافة إلى سرقة /10/ أبقار عائدة له، بحسب مركز التوثيق.
وفي آب/ أغسطس 2018، داهم مسلحون من فصيل "جيش الشرقية" منزلاً في حي المحمودية في عفرين. وقاموا بالاعتداء على امرأة كردية مسنة، بعد أن رفضت السماح لهم بالاستيلاء على البيت الذي تملكه وتعيش فيه.
وسبق أن داهم الفصيل الحي ذاته واعتقل العشرات من سكانه بحجة انتمائهم إلى حزب الاتحاد الديمقراطي.
وقام ثلاثة أشخاص ملثمين عُرف فيما بعد أنهم من عناصر فصيل "الحمزات"، بتاريخ 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، بالسطو على منزل نظمي سيدو محمد (60 عاما) في قرية برج عبدالو التابعة لناحية شيراوا في منطقة عفرين.
وبحسب مركز التوثيق، قام هؤلاء بتقييد أفراد الأسرة تحت تهديد السلاح والقتل، وسرقوا مبلغ /50/ ألف ليرة سورية وقطعتين من الذهب، وفقدت أمه عائشة حنان (80 عاماً) حياتها بسبب إدخال رأسها في كيس حجب عنها الهواء مما أدى إلى الاختناق والوفاة فوراً بعد دقائق.
وفي الثالث من كانون الأول/ ديسمبر من العام نفسه، اعتقل المواطن خليل علي خالد، (57 عاماً) وهو في طريقه من قريته باسوطة إلى مدينة عفرين لبيع محصوله من الحمضيات، حيث تم الاستيلاء على المحصول وشاحنته. وتم اقتياده إلى جهة مجهولة، "ولم يُعرف عنه أي شيء".
وتستمر هذه الانتهاكات بشكل يومي داخل المدينة وقراها، في ظل ما يصفه سكان في المنطقة ونشطاء حقوقيون بـ"صمت المجتمع الدولي".
وقال "مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا"، إن مختلف الجرائم المرتكبة من قبل مسلحي فصائل "الجيش الوطني" التابع لتركيا أو من عوائلهم، تسجل ضد مجهول، حيث لم يسبق أن اعتقلوا أو تعرضوا لأي محاكمات، ضمن سياسة منهجية تمارسها هذه الفصائل "بتغطية من تركيا لتهجير ما تبقى من سكان عفرين في مدينتهم" وفق تعبير المركز.