لاجئة سورية في أربيل تحيك السجاد بيديها

سهى كامل ـ أربيل

تصحو باكراً، قبل أن تشتد حرارة الشمس، تتجه بزيها الكردي المزركش إلى حديقتها الصغيرة القريبة من منزلها، وتبدأ بنسج الصوف وصناعة السجاد بيديها، إنها قصة اللاجئة السورية، فوزية عبد الغني، التي تعلّمت صناعة السجاد، منذ كانت طفلة صغيرة، في قريتها النائية القريبة من مدينة كوباني في سوريا.

مضى على لجوئها مع عائلتها إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان، نحو عشر سنوات، رغم قساوة اللجوء، إلا أنها لم تتوقف عن ممارسة هوايتها، بنسج السجاد والألبسة والحقائب القماشية، تقول “عبد الغني” لنورث برس: عندما كان عمري عشر سنوات طلبت مني أمي تعلّم صناعة السجاد، بدأنا أنا وأختي الصغرى بصناعته”.

تصنع اللاجئة السورية كل أنواع السجاد بيديها، الحجال والجارجم والبالاس، “في قريتنا الصغيرة حلنج القريبة من كوباني، كان من المعيب ألا تتعلم الفتيات الأعمال اليدوية، كنا محاطين بجيراننا الأرمن. جارتي الأرمنية علّمتني هذه الصناعة”.

تعود “عبدالغني” بذاكرتها إلى سنوات الطفولة، “كنا نجلب الصوف ونغسله ونشكله على شكل خيوط ملوّنة ونصنع السجاد ونقدمها للعروس كهدية لها في ليلة زفافها. كانت كل عروس تطلب خمس قطع من السجاد المنزلي، إضافة إلى سجادة الصلاة وغيرها من الأعمال اليدوية”.

وعن عملها في أربيل، تقول لنورث برس: “عندما انتقلنا إلى أربيل، لم يكن لدي نول، فصنعته بيدي، جمعت بعض القطع الخشبية، عقدتها بحبل موصول بعامود خشبي، ثم وضعت قاعدة النول، وبدأت العمل، أما قرن الغزال الذي أنسج فيه الصوف، فكان هدية من أحد الأصدقاء القادمين من كوباني”.

تختار اللاجئة الصوف من سوق القلعة في أربيل، تحرص على تصميم أشكال حديثة، “أزور سوق القلعة كل أسبوع، اشتري الصوف، أختار الألوان التي أحبها، لا أعتمد على الإنترنت أو ما شابه، بل على خبرتي وذوقي، كل سجادة صلاة تستغرق ثلاثة أيام لإتمامها”.

تحاول اللاجئة السورية، إنجاز أكبر قدر ممكن من السجاد بيديها، لكن حرارة الصيف تمنعها، “أتمنى أن أبيع منتجاتي، وإن كان هناك فتيات يرغبن بتعلّم هذه الحرفة، فانا أرحّب بذلك، لا مانع لدي بعرض أعمالي في المعارض وبيعها، أحب الأعمال اليدوية منذ الصغر، وأتمنى أن أحضى بمردود مادي من خلالها”.

تحرير: تيسير محمد