أربيل.. لاجئون سوريون يواجهون حرارة الصيف بلا مياه
سهى كامل ـ أربيل
مع غروب الشمس، تبدأ النساء في مخيم قوشتبه، في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، بمد الخراطيم إلى المنازل القريبة التي تصلها المياه، أملاً ببعض القطرات، فتنتشر الخراطيم التي تصل الخزانات ببعضها، لنقل المياه من خزانات الجوار إلى خزاناتهم.
ويواجه اللاجئون السويون في المخيم، مشكلة نقص المياه، وانقطاعها لساعات طويلة، مايزيد من معاناتهم، خاصة خلال فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة إلى ما يقارب الـ 50 درجة مئوية في العراق.
ويشدد لاجئون في حديث لنورث برس، على أن المشكلة فقط في أحياء محددة داخل المخيم، بعض المنازل تصلها المياه عند الساعة الثامنة مساءً، والبعض الآخر لا تصله أي نقطة.
ويقول اللاجئ السوري، عدنان محمد: “مشكلة المياه ليست جديدة، كل صيف نواجه نقص المياه وانقطاعها، خاصة في شارعنا، نحو 50 منزل متضرر من هذه المشكلة، لأن شارعنا مرتفع قليلاً، فيعجز المحرك الكهربائي عن إيصال المياه إلى الخزان الموجود على سطح المنزل”.
وتصل المياه إلى المخيم يومياً عند الساعة الثامنة مساءٍ، بحسب ما يشير “محمد”، لكنها لا تصل إلى خزاناتهم، فيجبرون على مد الخراطيم لنقل المياه من خزانات الجوار، ما يجعلهم ينتظرون دورهم لساعات.
ويتأثر العراق بموجات الحرارة والجفاف التي ضربت البلاد، ما دفع الحكومات المسؤولة إلى تطبيق نظامي تقنين مائي، خلال فصل الصيف، لضمان وصول المياه بشكل متساوٍ إلى الجميع.
لكن مازالت بعض العائلات السورية اللاجئة خارج خطة التقنين، بسبب مشكلة في الإمدادات الأرضية والأنابيب التي تنقل المياه إلى حيهّم داخل المخيم.
وأثّرت مشكلة انقطاع المياه، على الحياة اليومية للاجئين، فيعجز بعضهم عن الطهي التنظيف والاستحمام، يقول اللاجئ السوري عمر إسماعيل، وهو أب لخمسة أطفال: “نقص المياه شل حركتنا اليومية، نريد تنظيف المنزل وإطعام الأطفال، لكن كيف سنقوم بذلك بلا مياه؟
ولا يختلف حال اللاجئ عمر إسماعيل عن حال رامان أحمد، الذي يعمل 12 ساعة يومياً، ويعود إلى منزله، فيعجز عن الاستحمام، في ظل الحرارة المرتفعة والصيف القاسي.
ويتساءل “أحمد”، “كيف سنتمكن من الحياة بلا مياه؟ طالبنا المنظمات وإدارة المخيم بإيجاد حل، إما بإصلاح الأنابيب في شارعنا المرتفع، أو إيصال المياه لنا حتى لو بشكل مأجور، كل ما نريده هو المياه لنا ولأطفالنا”.