الرقة.. سكان يشتكون ارتفاع أسعار قوالب الثلج وغياب الرقابة
فرات الرحيل – الرقة
يشتكي خالد من ارتفاع أسعار قوالب الثلج في منطقته، حيث ارتفعت أسعارها بشكل كبير، ما أدى لعجز الرجل عن شرائها بشكل يومي.
يقول خالد الحرويل (41 عاماً) من سكان قرية البيدر التابعة لبلدة الكرامة شرقي الرقة، إن أصحاب معامل الثلج يتحججون بانقطاع التيار الكهرباء، وشراء المحروقات، لرفع سعر القالب، مشيراً إلى تلاعب بعضهم بالأسعار.
وشهدت قرى ريف الرقة الشرقي، خلال الأيام الماضية، ارتفاعاً في أسعار قوالب الثلج، بالتزامن مع موجات الحر التي تمر بها المنطقة، وسط استغلال أصحاب معامل الثلج والباعة للسكان.
ينفق “الحرويل” مبلغ 9000 ليرة يومياً ثمناً لقالب الثلج، حيث ارتفع السعر من 6 إلى 9 آلاف ليرة سورية، في ظرف أيام بعد ارتفاع درجات الحرارة، فـ “شراء الثلج غير قابل للمساومة”.
وفي الخامس والعشرين من تموز/ يوليو الماضي، رفعت هيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أسعار مبيع قوالب الثلج (البوظ) وفق وزنها.
وحددت سعر مبيع القالب بوزن 13 إلى 15 كيلوغرامًا بخمسة آلاف ليرة سورية للمعمل، وستة آلاف للمستهلك، وجاء القرار نتيجة الطلب المتزايد عليها، وضرورة الحد من استغلال البائعين.
فيما بلغ سعر مبيع القالب بوزن 18 إلى 20 كيلوغرامًا للمستهلك بسبعة آلاف ليرة، ووزن 28 إلى 30 كيلوغرامًا بثمانية آلاف و500 ليرة، بحسب القرار.
يقول “الحرويل” لنورث برس، إن أحد أسباب ارتفاع أسعار قوالب الثلج، ارتفاع أسعار المحروقات، “وهي أول حجة لأصحاب المعامل”.
ويضطر معظم سكان قرى وبلدات ريف الرقة الشرقي لشراء الثلج يومياً، لتبريد المياه، في ظل انعدام وسائل التبريد مع انقطاع التيار الكهربائي.
ويقول طه الجاسم (35 عاماً) من سكان بلدة الجديدة شرقي الرقة، إن “وسائل التبريد معدومة ولا خيار أمامنا سوى شراء قالب الثلج، لتبريد مياه الشرب”.

وبعد رفع ثمن القالب من قبل أصحاب المعامل، بات الرجل يخصص نحو 300 ألف شهرياً، لتأمين احتياجه من الماء البارد وحفظ الطعام، رغم أن أجره اليومي لا يتجاوز 20 ألف ليرة، حيث يذهب نصفها ثمناً لقوالب الثلج.
ويشتكي “الجاسم” من عدم التزام بعض معامل الثلج بنظافة المياه المستخدمة، واستخدام مياه الآبار التي لا تصلح للشرب وتجميدها لبيعها للسكان، وفق قوله.
ويشير إلى أن الرقابة من الجهات المعنية “شبه معدومة”، مما يشجع أصحاب المعامل على رفع سعر قوالب الثلج “متى ما واتتهم الفرصة”، على حد قوله.
من جهته، يعزو محمد العيسى (39 عاماً) صاحب معمل ثلج في بلدة الكرامة، سبب ارتفاع سعر قالب الثلج لارتفاع أسعار المحروقات وأجور إيصال المياه إلى المعمل عبر الصهاريج.
كذلك فقدان الليرة السورية قيمتها أمام العملات الأجنبية، فبالتالي دفعتهم هذه العوامل لرفع سعر قالب الثلج من 6 آلاف إلى 9 آلاف.
ويضيف “العيسى”، لنورث برس، أن تكاليف صيانة آلات المعمل وقطع الغيار، إحدى عوامل رفع أسعار الثلج، ناهيك عن نقص كميات المحروقات التي يحصلون عليها لمعاملهم، فيضطر أصحاب المعامل لشراء المحروقات من السوق السوداء؛ لاستكمال إنتاج قوالب الثلج وسد احتياج السكان.
وتبلغ ساعات تشغيل معامل الثلج في ريف الرقة الشرقي 24 ساعة؛ لتأمين حاجة سكان المنطقة من قوالب الثلج، إذ تحتاج الوجبة الواحدة لـ 12 إلى 16 ساعة، لتتجمد قوالب الثلج.
ويناشد سكان ريف الرقة الشرقي الجهات المعنية للقيام بجولات رقابية وتشديدها على معامل الثلج وتوحيد سعر مبيع القوالب.