في الذكرى السابعة لطرد “داعش”.. ما حال الحركة الثقافية في منبج؟

فادي الحسين – منبج

ترى شخصيات ثقافية في منبج، أن السكان استطاعوا التخلص من ثقافة وفكر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بعد طرده، وكان للمراكز الثقافية دور في ذلك.

يقول أحمد اليوسف، الرئيس المشارك لاتحاد المثقفين بمنبج، إن الثقافة في المدينة؛ عانت خلال سيطرة تنظيم “داعش”، الذي أقصى جميع أشكالها وحاربها.

ويضيف، أن الثقافة في المدينة عاشت مرحلة انتعاش، وانفتاح ثقافي إلى حد كبير، لم يكن معهوداً في السابق، إذ أن هناك انفتاحاً على الثقافات الأخرى وحرية في التعبير والتلاحم بين الثقافات الكردية والتركمانية والشركسية.

ويصادف اليوم الذكرى السابعة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من منبج، عام 2016، بعد معارك شهدتها المدينة بين قوات مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، بدعم من التحالف الدولي، من جهة وعناصر “داعش” من جهة أخرى.

قبل ذلك، لم يكن سكان في منبج يعرفون تفاصيل ثقافات المكونات الأخرى، رغم التعايش والتلاحم، “لكن ذلك حدث بعد التحرير”، على حد قول “اليوسف” لنورث برس.

وأُنشئ في سبيل ذلك العديد من المؤسسات الثقافية، مثل لجنة الثقافة والمديريات التابعة لها، واتحاد المثقفين، الذي أخذ على عاتقه جمع مثقفي منبج، على اختلاف آرائهم والعمل على تطوير الوعي ونشره في المجتمع.

يقول “اليوسف”، إن ما تم العمل عليه في المجال الثقافي، كان ضمن إمكانياتهم المتاحة، ولا زالوا يعملون لتحقيق قفزة تغير ملامح الثقافي وتضفي قيمة تتوارثها الأجيال.

ويقول، كمال خلو، أحد المثقفين في مدينة منبج وعضو في اتحاد مثقفي منبج، لنورث برس، إنه ومجموعة من المثقفين تجمعوا لتشكيل الاتحاد بعد تحرير المدينة، استطاعوا جمع كتب، وأنشأوا مكتبة مركزية في المدينة.

حارب تنظيم “داعش” خلال فترة سيطرته على مناطق واسعة بسوريا، الثقافة، ولاحق المثقفين بتهم عدة، يصل عقابها لحد القصاص، لذا فإن الكثير من المثقفين لا سيما الفنانين والموسيقيين، عزفوا عن مجالهم، كما أن بعضهم هاجر إلى خارج سوريا.

يضيف “خلو”، إنه تم تشكيل فرق فنية وأدبية في المدينة، والعمل على إقامة ندوات ثقافية وأدبية بالشعر والقصة والمسرح.

وفي منبج خليط ثقافي متنوع، لوجود عدة مكونات في المدينة من عرب، كُرد، تركمان وشركس يتعايشون منذ القدم وتربطهم علاقات اجتماعية وثيقة.

من جانبه محمد وركل أحد مثقفي مدينة منبج، إنهم بعد تحرير المدينة، كانوا يخشون من ثقافة الثأر والانتقام ممن يؤيدون ثقافة “داعش” ومنتسبيها، “لكن السكان أثبتوا أنهم قادرين على محاربة فكر التنظيم”، على حد قوله.

أحرق تنظيم “داعش” المكتبات مع بداية سيطرته على المدن، كما دمّر الكثير من المعالم الأثرية.

إلى ذلك يستعد سكان في منبج للاحتفال بالذكرى السابعة لطرد تنظيم “داعش” من مدينتهم، إذ يصفون فترة تواجد التنظيم بـ”الأيام المظلمة”.

في الوقت ذاته، لا زالت الثقافة في المدينة تعاني بسبب قلة الدعم، والمهتمين فيها، نتيجة صعوبة الظروف المعيشية التي تواجه عموم السوريين، كما يزيد من معاناتها، هجرة المثقفين هرباً من الصراع.

تحرير: أحمد عثمان