فادي الحسين – منبج
تعاني فاطمة كما حال سكان منبج، من قلة مياه الشرب، الأمر الذي بات يثقل كاهلها، إذ أن المعاناة ذاتها لعموم السكان في المدينة وريفها أيضاً، حيث يعجزون عن تأمين مياه مع استمرار تركيا بحبس الفرات عن الأراضي السورية.
تقول فاطمة عزو (49 عاماً) من سكان مدينة منبج، إن المياه تنقطع لفترات طويلة عن منزلها الكائن في أحد الأحياء وسط المدينة، ويزيد انقطاع التيار الكهربائي وعدم تزامن وصله مع وصل المياه، وشراء المياه من الصهاريج الجوالة، من معاناة السيدة.
ويشتكي سكان في منبج، شمالي سوريا، من الانقطاع المستمر للمياه في ظل الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة، مع استمرار تركيا حبسها لمياه الفرات عن الأراضي السورية.
وانخفض منسوب البحيرات لمستويات تصل لها لأول مرة منذ إنشاء السدود، وهو الأمر الذي أثّر على مياه الشرب والكهرباء وغيرها، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وبيئة.
ويثقل ارتفاع أسعار صهاريج المياه كاهل “فاطمة” وأقرانها، حيث وصل سعر صهريج المياه لما يقارب الـ 30 ألف ليرة، والذي لا يكفي لأكثر من ثلاثة أيام، في ظل ارتفاع كبير بدرجات الحرارة والحاجة الضرورية للمياه، والتي تترافق مع شبه انعدام للكهرباء.
وتشير إلى أن مياه الآبار قد جفت بسبب الحر الشديد، ومياه سد تشرين أصبحت “قليلة” بسبب حبس تركيا لمياه الفرات.
وبسبب أزمة المياه التي تعانيها مدينة منبج، أتاحت البلدية المجال لسكان المدينة لترخيص حفر الآبار واستخراج المياه الجوفية، كما حددت تسعيرة بيع المياه عبر الصهاريج، في ظل أزمة شحّ المياه التي تشهدها.
وتشهد مدينة منبج منذ مطلع الشهر تموز/ يوليو الفائت، شحًّا بالمياه وانقطاعات متكررة في الشبكة بسبب أعطال المضخات التي تغذي المدينة، ويعود ذلك لقلة الوارد المائي وحبس تركيا لمياه الفرات عن الأراضي السورية.
كذلك يشتكي محمد مواس (41 عاماً) وهو من سكان منبج، من نقص كبير بمياه الشركة وتحكم أصحاب الصهاريج بالتسعيرة رابطين موضوع غلاء الأسعار بارتفاع سعر الدولار، مما سبّب معاناة كبيرة له ولسكان المدينة.
ويقول: “حتى السكان الذين يوجد في منازلهم آبار لا توجد لديهم كهرباء لتعبئة المياه، بسبب انخفاض منسوب بحيرة سد تشرين، كما أن تشغيل المولدات باستمرار يحتاج لكمية كبيرة من مادة المازوت، وهي غير متوفرة في كل الأحيان”، مما جعل أوضاع سكان المدينة “سيئة”.
وتستمر تركيا بقطع مياه نهر الفرات منذ شباط/فبراير عام 2020 دون الاكتراث لمصير ملايين من السكان في مناطق شمال شرق سوريا.
وبحسب الاتفاقية الموقعة بيت تركيا وسوريا في العام \1987\ تكون حصة سوريا من نهر الفرات \500\ متر مكعب من المياه في الثانية، أما الآن لاتصل إلى الاراضي السورية سوى \200\ متر مكعب من المياه في الثانية أي ما يعادل أقل نصف الكمية.
أمام هذا الحال، تعبّر عايدة الشعبان (57 عاماً) وهي من سكان منبج، عن استيائها وعدم ارتياحها من تكرار قطع المياه عن المدينة، حيث تعيش وسكان منبج “أوضاعاً مأساوية”، مع انعدام المياه والكهرباء.
ويعيش غالبية سكان مدينة منبج ظروف معيشية صعبة، ومعاناة كبيرة مع المياه، التي ارتفعت فيها نسبة التلوث وتتسبب بحالات تسمم لدى السكان وخاصة الأطفال.
وتشتكي “الشعبان” من تحكم أصحاب الصهاريج بالأسعار واختلافها بين بائع وآخر، لقلة المياه وجفافها، كما أن مصدر المياه المجهول يثير مخاوف المرأة من تلوثها.
ويتم تغذية مدينة منبج بالمياه كل ثلاثة أيام، وتأتي قبل انقطاع الكهرباء بساعتين حيث أن الكثير من سكان المدينة لا يستطيعون تعبئة خزاناتهم، مما يجبرهم على شراء صهاريج المياه.
كما يعجز غالبيتهم عن حفر الآبار بسبب ارتفاع تكلفتها والتي تصل في حدها الأدنى إلى 500 دولار أمريكي، لكن المقتدرين مادياً من السكان يحفرون الآبار للاستخدام المنزلي كون مياه الآبار في معظمها لا تصلح للشرب.