لماذا تصمت واشنطن إزاء التصعيد التركي في شمال شرقي سوريا؟
الرقة – نورث برس
تواصل تركيا تهديداتها ضد مناطق الإدارة الذاتية، باستهداف متكرر لمسؤوليها، الأمر الذي يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، وسط صمت أمريكي حيال ما تقوم به الدولة التركية.
وقال جيران أوزكان، رئيس المعهد الكردي للسلام، خلال استضافته في برنامج واشنطن أونلاين، الذي تبثه نورث برس في العاصمة السياسية للولايات المتحدة، إن الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس جو بايدن، تعمل بشكل حثيث لمنع أي توسّع بري من قبل القوات التركية في شمال شرقي سوريا.
لكنها ترى أنه “من الصعب” إيقاف الهجمات بالطائرات المسيّرة، كما أن الأمر “لا يقع على سلم أولوياتها”.
وأضاف أوزكان، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استمر بذات السياسة التي انتهجها باستهداف شمال شرقي سوريا بعد فوزه بالانتخابات.
وقال إن هناك “مسار واعد” ضمن مؤسسات أميركية، لتحقيق السلام بين الكرد وتركيا، ليقينها بأن الخلافات بين الكرد وتركيا، سبب عدم الاستقرار في سوريا والعراق وتركيا.
ووفقاً لقوله، فإن تحقيق الاستقرار في سوريا والعراق مرتبط بحل الخلافات الكردية التركية، لكن ذلك مرتبط بالجهود الأميركية، إذا ما قررت أن تضع ثقلاً لحل الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني.
مشيراً إلى أن هذا الصراع له تأثيرات إقليمية وعالمية، لا سيما بعد عام 2010، وحلّه من مصلحة جميع الأطراف المنخرطة في المنطقة، حيث جذب مؤخراً اهتماماً أميركياً لحلّه.
وربط أوزكان الانسحاب الأميركي بعدة سيناريوهات، “سيكون الأمر مختلفاً في حال فاز ترامب في الانتخابات عن أي مرشح جمهوري آخر، وسيكون أيضاً مختلف تماماً في حال فاز المرشح الديمقراطي بمنصب الرئاسة”.
مضيفاً: أن “ترامب هو الجمهوري الوحيد الذي سوف يتنافس في الانتخابات، وهو الشخص الوحيد الذي يمكن أن نقول عنه مهّد وأعطى الضوء الأخضر للعملية البرية التركية في شمال شرقي سوريا”.
في الـتاسع من تشرين الأول/ أكتوبر 209، اجتاح الجيش التركي بمشاركة فصائل سورية مسلحة موالية له، منطقتي سري كانيه (رأس العين)، وتل أبيض في شمال شرقي سوريا، بعملية عسكرية واسعة أطلق عليها “نبع السلام”.
لكن، بقاء القوات الأمريكية في سوريا أمر تتفق عليه كل مؤسسات الحكومة الأميركية، وتراه يحقق مصلحة كبيرة، حيث أنه “تواجد غير مكلف على أميركا”، وفقاً لـ أوزكان.
وشكك رئيس المعهد الكردي للسلام، بقدرة قوات حكومة دمشق، على حماية الحدود الشمالية لسوريا من اجتياح بري تركي.
ورأى أن أي صراع سيكون “دموي”، لأن قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، جربت هذا في السابق واستطاعت أن تصمد، و”اليوم هم مجهزين أكثر من أي وقت مضى ضد أي اعتداء تركي، ورغم أنها لن تستطيع الصد وحيدة”.
“إلا أن الديناميات السياسية في المنطقة سوف تمنع أي غزو تركي لشمال شرق سوريا”، طبقاً لقول أوزكان.
فيما قال نواف خليل، رئيس المركز الكردي للدراسات، إن الأوضاع المعيشية والأمنية في مناطق الإدارة الذاتية، أفضل من المناطق الأخرى، في ظل تطور القوات الأمنية والعسكرية، ونجاح الإدارة الذاتية.
وطالب خليل التحالف الدولي، بزيادة الدعم للإدارة الذاتية، لمحاربة “الإرهاب”، بأساليب أخرى غير العسكرية، كتقديم الدعم النفسي لمحاربة فكر التنظيم، وتطوير البنى التحتية وتوفير فرص العمل.
لكن التحدي الأكبر الذي يواجه، محاربة “الإرهاب” هو حالة العداء من قبل دولة حليفة لأميركا، وتهديداتها المستمرة لمناطق الإدارة الذاتية والقوات العسكرية التي تصفها أميركا بـ “الشريك”.
وأول الخطوات التي يجب أن تتبعها الولايات لمحاربة “الإرهاب”، هي وضع حد للتهديدات التركية، وفقاً لـ خليل.