غرفة الأخبار – نورث برس
رغم وجود “عدو” مشترك وهو تركيا، استبعد سياسيون حصول اتفاق سياسي بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وحكومة دمشق في الوقت الراهن، مع العلم أن التنسيق العسكري قائم بين الطرفين.
ولا ترتقي العلاقة بين الإدارة والحكومة للاتفاق التام ولا العداء الكامل، فتارة يتم الحديث عن مفاوضات بين الطرفين، وتارة أخرى هناك تصريحات واتهامات متبادلة تصل أحياناً للصدام العسكري تزامناً مع تنسيق وانتشار مشترك على خطوط التماس مع القوات التركية التي يتفق الطرفان على وصفها بـ”الاحتلال”.
يقول عامر هلوش، وهو ناشط سياسي في القامشلي، لنورث برس، “إننا لا نستطيع قول لماذا لا يوجد تنسيق سياسي بين الإدارة والحكومة، فمن الطبيعي أن لا يتفقوا، إذ إن الأمور العسكرية والمعارك لا تزال حاضرة في أغلب المناطق السورية”.
ويرى الناشط السياسي، أن عدم التنسيق بين الطرفين في الوقت الحالي “حالة طبيعية جداً”. ويضيف: “لكن سيأتي يوم ونرى أن هناك تنسيق قد لا يكون مثل ما تريده الأطراف، إلا أنها مجبرة على التضحية”، على حد تعبيره.
وتحدث “هلوش”، عن استمرار مكتب التنسيق بين الإدارة الذاتية ودمشق، في عملها، دون أي انقطاع”.
ويشير إلى أن الإدارة الذاتية، تقرُّ بأنها إدارة تابعة لسوريا، وهي لكل السوريين، وتطالب دائماً بحل سوري وسياسي يضمن وحدة الأراضي السورية، “أي أن طروحاتها هي ضمن الإطار السوري العام”، وفقاً لـ”هلوش”.
وفي الثامن عشر من نيسان/ أبريل الماضي، أطلقت الإدارة الذاتية، مبادرة للوصول إلى حل سياسي سلمي للأزمة التي تعيشها البلاد، وتشمل جميع الأطراف، ولا تتعارض مع المقررات الدولية، ولا سيما القرار 2254.
وأبدت الإدارة استعدادها للقاء الحكومة بهدف التوصل إلى حل للأزمة في البلاد، في خطوة جاءت على وقع انفتاح عربي متسارع تجاه دمشق وتغيرات إقليمية.
وناشدت الإدارة الذاتية جميع الدول العربية والأمم المتحدة والقوى الدولية الفاعلة في الشأن السوري، بأن يؤدوا دوراً فعالاً وإيجابياً يسهم في البحث عن حل مشترك مع الحكومة.
وتمسكت الإدارة بوحدة الأراضي السورية، مشددة على أهمية “تأسيس نظام إداري سياسي ديمقراطي تعددي لامركزي” يحفظ حقوق الجميع دون استثناء.
ويرى سياسيون أن التنسيق العسكري ليس شرطاً للتفاهم السياسي بين الطرفين. وينسق كلا الطرفين عسكرياً ضد تركيا التي تسيطر على مناطق في سوريا وتواصل تهديداتها بـ”احتلال”، مناطق أخرى.
وقال فريد سعدون، وهو أكاديمي كردي، إن “التقارب العسكري لا يخدم التقارب السياسي. والدبلوماسية شبه مفقودة منذ نهاية 2022 بين الطرفين، بعد اللقاءات الرباعية في موسكو”.
وأضاف لنورث برس: “كان من المفيد لو استطاعت دمشق وقسد التوصل لاتفاق للحد من الأطماع التركية”، بحسب تعبيره.
والأربعاء الفائت، قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن “هدف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا، وذلك ضمن مقابلة تلفزيونية مع سكاي نيوز عربية.
وفي سؤال الأسد عن تصريحات أردوغان التي تحدث فيها بأن الانسحاب التركي لن يتم من سوريا مادام هناك “إرهاب” يهدد تركيا، أجاب الأسد: “الحقيقة، الإرهاب الموجود في سوريا هو صناعة تركية، جبهة النصرة، أحرار الشام هي تسميات مختلفة لجهة واحدة، كلها صناعة تركية وتمّول حتى هذه اللحظة من تركيا، إذن عن أي إرهاب يتحدث”.
وبعد تصريح الأسد، أشار الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، إلى أنّ تلك التصريحات “غير كافية لطرد الاحتلال التركي من الأراضي السوريّة”.