مخاوف من "كورونا" بين سكان مخيم نوروز في ديرك وإجراءات وقائية محدودة
ديريك – سولنار محمد – نورث برس
على عكس حال مخيمات أخرى، نشر فيروس "كورونا" الخوف بين نازحي مخيم "نوروز"، قرب مدينة ديرك شمال شرقي سوريا، ولم تستطع الإجراءات الوقائية والمساعدات الصحية المحدودة التي قدمتها إدارة المخيم تهدئة نفوس النازحين والمهجرين فيه، فيما تستمر حملات للتوعية وإجراءات إغلاق المخيم لمنع وصول الفيروس.
وقال فتاح عيسى (80 عاماً)، وهو مهجر من منطقة تل أبيض، إنه وزوجته يخافان من الإصابة بالمرض، خاصة أنهما كبيران بالسن.
وأضاف أنه يخشى حتى من زيارة ابنه الذي يسكن مع سبعة أفراد من عائلته في خيمة قريبة منه، "لم أرَ طوال حياتي مرضاً كهذا الذي انتشر بسرعة بين العالم، لا الجار يستطيع زيارة جاره ولا صديق يطمئن على أحوال صديقه".
وقالت زهيدة إسماعيل (48 عاماً)، وهي مهجرة من منطقة عفرين، إنهم قبل أشهر كانوا يزورون الجيران مراراً، لكن بعد انتشار فيروس كورونا في العالم وظهور حالات في سوريا، أصبحوا يكتفون بالجلوس أمام خيامهم فقط.
وأوضحت "إسماعيل" أنه يصعب تطبيق الحجر الذاتي في حال الاشتباه بحالة، "فكل عائلتين تطبخان في مطبخ مشترك، وما نستطيع فعله هو زيادة نظافة المنزل والاهتمام بالنظافة الشخصية فقط".
فيما يقول نازحون من سري كانيه/ رأس العين، قدموا للمخيم بعد سيطرة الجيش التركي والفصائل الموالية له على قراهم في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الفائت 2019، إنهم يتذكرون خشيتهم من لسعات الحشرات في هذا الوقت من العام حين كانوا في قراهم قبل النزوح، إلا أنهم ابتعدوا حالياً عن الاختلاط والذهاب للأماكن المزدحمة وزيادة الاهتمام بنظافة الأطفال، خشية الإصابة بالفيروس.
وقالت دجلة محمد، وهي إدارية بمخيم "نوروز"، إنهم اتخذوا إجراءات كحظر التجول ومنع النازحين من الخروج، إضافة إلى منع دخول الأشخاص القادمين للزيارة، مشيرة إلى أنهم يواجهون صعوبة في تطبيق تلك القرارات "لأنه ليس بمقدور بعض النازحين الصبر والتحمل".
وتساءلت "محمد" كيف نمنع وصول المرض؟ "الأطفال يشكلون تجمعات والحمامات مشتركة، كما أن المنظمات الدولية لا تقدم الدعم باستثناء بعض المنظمات المحلية التي قامت بتدبير وحيد هو تعقيم المخيم، كما تم توزيع مواد معقمة على النازحين من قبل منظمة (شار للتنمية)".
ويضم مخيم نوروز للنازحين بريف ديرك /104/ عائلات نزحت في أوقات وظروف مختلفة، فر معظمهم من العمليات العسكرية التي شنها الجيش التركي والفصائل التابعة له على مناطق عفرين وتل أبيض وسري كانيه.
وجرى تعقيم المخيم، السبت الفائت، من قبل منظمة "شار" بالتعاون مع بلدية الشعب لمدينة ديرك، لكنه يحتاج لتعقيم يومي من أجل سلامة النازحين، بحسب إدارة المخيم.
من جانبه، قال دجوار حسن، الإداري بمنظمة "شار"، أنهم يعملون على تنفيذ مشروع يتألف من عدة نشاطات بمخيمات في ديرك والحسكة، وذلك بالتعاون مع لجنة البيئة وهيئة البلديات وهيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية وبمساعدة منظمة "npa" النرويجية.
وأوضح أن المشروع يشمل نشاطين إضافيين، سيجري تنفيذهما في الأيام القادمة، يتضمن الأول توزيع موازين حرارة وكمامات وقفازات على مديرية الصحة في الحسكة، بينما سيوزعون خلال النشاط الثاني منشورات وملصقات ورقية للتوعية من مخاطر المرض في كافة مناطق محافظة الحسكة.
وأشار "حسن" إلى أن قيامهم بتعقيم المخيم لمرة واحدة لم يكن أمراً كافياً، لا سيما أنه مكتظ بالنازحين وهو "بحاجة ماسة للتدخل قبل انتشار الفيروس"، لافتاً إلى أنهم وزعوا على نازحي مخيم "نوروز" قبل يومين مواد ومعقمات صحية تتكون محتوياتها من "مناديل ورقية ومناديل معطرة وصابون سائل لغسل اليدين إضافة إلى كمامات وقفازات".
يذكر أن أكثر من مليونين ومئتي ألف شخص حول العالم أصيبوا بفيروس كورونا منذ بداية انتشاره بالصين في نهاية كانون الأول 2019، توفي منهم أكثر من 150 ألف في أكثر من /212/ دولة، بحسب موقع "وورلد ميتر" الأمريكي.