درعا.. بين استغلال الصيادلة وخوفهم من الخسارة ارتفاع بعض الأدوية بنسبة 50 بالمئة
مؤيد الأشقر ـ درعا
بفارق عشرة أيام، تكلف عبدالمجيد، مصاريف أخرى كفرق سعر لدواء القلب الذي كان اعتاد منذ مدة على شراءه بـ20 ألف ليرة، ليدفع 30 ألفاً بشكل يومي.
وباتت أسعار الأدوية تشكل عبئاً على عبد المجيد البتك، (51 عاماً)، اسم مستعار لأحد مرضى القلب في مدينة درعا، وغيره من المرضى.
إلا أن الفترة الأخيرة ضاعفت من ذلك العبء بسبب الارتفاع الكبير وغير المتوقع في أسعار الأدوية، بحسب ما قاله “البتك” لنورث برس.
و”البتك” على اطلاع على أسعار الأدوية، بسبب حاجته لها بشكل يومي تقريباً، إلا أن الارتفاع التي شهدته الأدوية هذه المرة “غير مسبوق”.
وقال “البتك”: “صحيح أن السوق تشهد حالة عدم استقرار، لكن هناك استغلال من الصيادلة، حيث تم رفع الأودية لنسبة تصل الـ50 بالمئة بحجة الحفاظ على رأس المال خوفاً من انهيار أكبر لليرة، وأن المستودعات ترفض بيعهم إلا بأسعار مرتفعة في ظل غياب الرقابة”.
وتشهد محافظة درعا كغيرها من المحافظات حالة من التخبط المستمر في الأسعار نتيجة عدم استقرار سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية حيث سجل اليوم 13200 ليرة مقابل الدولار الواحد.
وطال ارتفاع الأسعار، الأدوية، التي شهدت ارتفاعاً جنونياً وغير مبرر، حيث وصل إلى نسبة 50 بالمئة لبعض الأصناف وأبرزها أدوية السكري والضغط والقلب.
وقال الصيدلي عدنان الحسن (53 عاماً)، اسم مستعار، إن أسعار الأدوية ارتفعت بشكل كبير ولا يتناسب مع دخل السكان حيث يتوقف أصحاب المستودعات في الكثير من الأحيان بيع الأدوية للصيدليات بحجة عدم الاستقرار.
وأضاف “الحسن” لنورث برس: “المستودعات احتكرت بعض الأصناف بحجة فقدانها لرفع سعرها في وقت لاحق، ويتقبل المريض ارتفاع سعرها مقابل توفرها”.

وبحسب الصيدلي، فإن الصيدليات باتت تبحث عن بدائل المستودعات حيث يتم شراء أدوية من الأردن ونقلها عبر السيارات “والأمر مكلف للغاية بسبب الجودة الأفضل وأجور النقل ما تسبب بارتفاع الأدوية إلى أكثر من 50 بالمئة أحياناً”.
ولم ينكر “الحسن” أن هناك صيدليات “استغلت حاجة السكان للأدوية في ضل عدم استقرار السوق وعملت على إغلاق الصيدليات ليومين وثلاثة أيام بهدف الحفاظ على رأس المال، ومنهم من رفع سعر الأدوية بشكل كبير نتيجة غياب الرقابة”.
ويرى تيسير العمري، أحد سكان مدينة درعا، أن الصيدلي “من حقه أن يكون له مرابح مقابل عمله وهو بحاجة إلى شراء حاجات منزله بأسعار مرتفعة، لكن الغريب أن ارتفاع أسعار الأدوية جاء بنسبة مرتفعة عن البضائع والمواد الغذائية”.
ويأمل “العمري” في أن يكون بيع الأدوية في الصيدليات، “أكثر رحمانية” عن غيرها من المواد بسبب حاجة السكان إليها وعدم مقدرتهم الاستغناء عنها.