فرات الرحيل – الرقة
أُصيب أطفال خليل، بإسهال حاد وآلام في البطن، نتيجة شربهم المباشر من نهر الفرات، وكما حاله هناك آخرون أضرت المياه الملوثة بصحتهم، خاصة في ريف الرقة الشرقي.
يصف خليل الظاهر (45عاماً)، من سكان قرية البيدر شرقي الرقة، مياه نهر الفرات بـ “الملوثة، و”غير الصالحة للشرب أو الاستحمام”، نتيجة انخفاض منسوب النهر، واختلاط مياه البليخ بالفرات.
وتزيد مياه نهر البليخ “غير الصالحة للشرب أو الاستحمام”، من تلوث مياه نهر الفرات، ويلتقي النهران شرقي الرقة وبات البليخ يمثل نسبة مقاربة لمنسوب نهر الفرات.
وينبع نهر البليخ من قرية عين العروس القريبة من الحدود السوري التركية، وتمثل مياه قنوات التصريف الزراعي، التي تتواجد فيها نسبة أملاح ومواد كيماوية من أثر الأسمدة، أكثر من نصف منسوبه.
يشتكي “الظاهر” كما غالبية سكان ريف الرقة الشرقي من تلوث مياه نهر الفرات، وارتفاع نسبة الشوائب والأتربة فيها، كما أن فيها نسبة من الأملاح.
ومنذ نحو عام، حذرت مديرية مياه الرقة من الاستخدام المباشر لمياه نهر الفرات، نتيجة ارتفاع نسبة البكتيريا فيها، بسبب ضحالة منسوب النهر، الذي تحبس تركيا مياهه منذ شباط/ فبراير 2020.
بينما بات محمد السدحان (31عاماً)، وهو من سكان قرية البيدر أيضاً، يشتري المياه المعقمة، خوفاً على صحة أطفاله، واضطر الرجل لحفر بئر في منزله ليستخدم مياهه في بعض الأمور المنزلية وسقاية الأشجار.
واضطر لذلك، نتيجة قلة مياه الشرب، بسبب ضعف الضغط في الشبكات، حيث أدى انخفاض منسوب الفرات، لتراجع عدد الساعات التي تعمل فيها محطات المياه بسبب قلة ساعات وصل الكهرباء.
وأصبح نهر الفرات بيئة خصبة لوجود وتكاثر البكتيريا، التي تسبب أمراضاً، وسط تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية وبيئية.
وتسببت مياه الشرب، بمعاناة علي الحمود (44عاماً)، وهو من سكان بلدة الجديدة شرقي الرقة، مع الحصى، حيث كثرت الإصابات بالحصاة والرمل لا سيما بين أوساط سكان ريف الرقة الشرقي.
وتسبب ارتفاع نسبة تلوث مياه الفرات وكثرة الشوائب فيها، ببعض الأمراض، كـ ”المغص” و”الإسهال المتكرر” وتكوّن حصى الكلى.
ويعجز غالبية السكان عن تأمين بدائل عن مياه نهر الفرات، بسبب عدم توفرها، وارتفاع أسعار المياه المعدنية (الصحية)، إذ يصل سعر ليتر المياه الواحد، إلى أكثر من ألفي ليرة، وبات بعضهم يلجأ لوسائل بديلة، كغلي المياه، وتبريدها قبل استعمالها للشرب.