صحيفة عربية: الأسد ينسف جوهر المبادرة العربية للحل في سوريا

دمشق – نورث برس

قال مصدر عربي مطلع على التنسيق القائم من قبل دول عربية، بينها الأردن والإمارات، مع دمشق، لصحيفة “العربي الجديد”، إن الاندفاع العربي تجاه “النظام السوري”، “يشهد فتوراً واضحاً بسبب عدم استجابة هذا النظام لمطالب عربية معلنة تتعلق بالمخدرات واللاجئين وبالنفوذ الإيراني في سوريا”.

وذكرت الصحيفة أن أوساط الخارجية الأردنية تتحفظ على التعليق على الأنباء التي تشير إلى تعثر التطبيع مع “النظام السوري”.

وأشار المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أنه من المستبعد الإعلان بشكل رسمي عن نهاية المسار العربي، مضيفاً أن الأمر يتوقف على موقف المملكة العربية السعودية، التي دعمت هذا المسار مع “النظام”.

وأبدى اعتقاده أن “عدم إعادة فتح السفارة السعودية في دمشق (حتى الآن) دليل واضح على أن الرياض فقدت الأمل بإقدام نظام الأسد على خطوات إيجابية، تسهّل مهمة العرب في إنجاز حل سياسي طرفاه المعارضة والنظام”.

وكان وزراء خارجية عدة دول عربية قد وضعوا، في العاصمة الأردنية عمّان في أيار/ مايو الماضي، أسس مبادرة عربية للحل في سوريا دعت إلى “خطوات تبادلية”، عبر تخفيف العقوبات والعزلة على دمشق، مقابل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتأمين العودة الآمنة والطوعية للاجئين، وحماية المدنيين، والسماح بوصول المساعدات وموضوع تجارة الكبتاغون.

وأشار المصدر إلى أن كلام الأسد في مقابلة “سكاي نيوز عربية”، يؤكد أنه ليس بصدد تقديم أي تنازلات وأنه يريد من العرب أموالاً ومكاسب اقتصادية من دون أي تنازل، وأن تتعامل معه كما هو من دون تغيير في بنيته، وأن موضوع الوجود الإيراني في سوريا محسوم لديه وغير مستعد لمناقشته مع أي طرف عربي.

وأكد أن “العرب لديهم مطالب واضحة وفي حال عدم الاستجابة سيتم إغلاق باب المبادرات العربية”.

من جانبٍ آخر رأى باحث سياسي في حديث مع نفس الجريدة، أن “الأسد لم يفتح الباب أمام العرب حتى يغلقه”، معتبراً أن ما قامت به دول عربية مع “النظام” تطبيع مجاني.

قائلاً إن الأسد كان صريحاً بموقفه من الملفات الأساسية الموضوعة على طاولة التطبيع العربي، خصوصاً بما يتعلق بالمخدرات، واللاجئين. وحمّل الدول مسؤولية المخدرات واللاجئين وعليها أن تتحمل النتائج.

وأضاف الباحث أن الأسد تحدث بما يتوافق مع سياسة الإمارات، لذلك هاجم تركيا وحركة حماس وفكرة الربيع العربي وأنه كان مؤامرة خارجية، وأن مشاكل المخدرات واللاجئين بسبب هذه المؤامرة وليس بسبب “النظام” وعدم تجاوبه مع مطالب السوريين بالتغيير، مضيفاً: “النظام كما يبدو لم يقدم للدول العربية أي وعود، وأن المشاكل الموجودة هي من صنعتها وعليها أن تتحمل مسؤوليتها”، بحسب كلامه.

إعداد وتحرير: عكيد مشمش