صارت مدربة.. فتاة من الرقة شغفها بالتايكوندو كسر الأعراف

فياض محمد/ فاطمة خالد – الرقة

ترتدي غفران ذات البدلة منذ 15 عاماً، وهو الوقت الذي قررت فيه المشاركة في التايكوندو، وإلى الآن بعد أن أصبحت مدربةً في تلك الرياضة، التي لا تزال تجذب لها الحظ وتذكرها بمن تكون ومن ستكون.

غفران الأحمد، في العشرينيات من عمرها، مدربة تايكوندو في الرقة، للوهلة الأولى يبدو غريباً هذا التعبير لسببين الأول لأنها أنثى، والثاني لكونها من الرقة، أي أن الأمر خارج عن المألوف هنا.

والتايكوندو هو فن قتالي كوري تقليدي، يمارس في 206 بلدان حول العالم ويعلّم أكثر من مجرّد مهارات القتال الجسدي. التايكوندو كلمة كورية تتكوّن من ثلاثة أقسام – “تاي” وتعني القدم أو الدوس على الشيء، “كون” وتعني أن تلكم أو تقاتل، بينما تشير “دو” إلى الطريق أو الانضباط.

في مكان عملها الحالي كمدربة، تروي غفران قصة شغف وهواية بدأتها منذ عام  2008، بعد تشجيع من قبل أهلها على ممارسة هذه الرياضة.

تقول لنورث برس: “كبرت وكبر معي الحلم الذي لطالما نسجته في مخيلتي منذ الصغر، لأرى نفسي الآن أمارس هواية أحبها أولاً، ورياضة جديدة في الرقة، وإن وُجدت تكون حكراً على الرجال”.

في وقت سابق شاركت في بطولات محلية، وحازت على المركز الأول على مستوى المدينة، كما شاركت في بطولات في مدن أخرى بسوريا، وأيضاً حصدت المركز الثالث على مستوى سوريا.

وتعتبر فكرة ممارسة فتيات للرياضة في الرقة “دخيلة”، وتصل لحد الغرابة، لا سيما في الريف، إذ تحكم المجتمع، العشائرية التي تتمسك بأعراف تقّيد النساء في الكثير من النشاطات.

وتضيف إنها عانت كثيراً، ولا زالت من ردود الأفعال وآراء المجتمع من حولها، لكونها أنثى محجبة، لا يجب أن تمارس أو تعمل في مثل هكذا مجالات، كما يعتقدون، وفق قولها.

لكن تشجيع الأهل والأصدقاء والشغف الكبير في التايكوندو، حال دون الاستسلام لدى غفران وأعطاها “جرعة للاستمرار” لتصبح مدربة بالرغم من كلام الناس.

تخوفت من شغفها خلال سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية” داعش” على المنطقة، حيث تم “منع الكثير من الأشخاص ممارسة هواياتهم”، إلا أنها لم تنقطع عن التدريب، واستمرت في التايكوندو في منزلها طوال تلك الفترة، وفق ما روت.

والهدف الأساسي الذي دفع غفران لممارسة هذه الرياضة، أن تتعلم منها الدفاع عن نفسها في حال تعرضت لأي مشكلة أو تعرض لها أحد.

“تكسبني ممارسة التايكوندو القوة وتجعلني أكثر ثقة وفخراً بنفسي بأني وصلت لهذه المرحلة”، تقول.

وتنصح غفران الإناث، كما حالها، بممارسة مثل هكذا رياضات لتعلم الدفاع عن أنفسهن، بالإضافة لكونها رياضة فكرية وقوة بدنية، وكذلك يجب أن يشجع الأهل هذه الأفكار والمواهب لتتطور وتستمر.

إذ إن الإقبال ضعيف على ممارسة التايكوندو من قبل الإناث، والبعض من الذكور، لعدم وجود تشجيع ودعم لهذه الرياضات من قبل الجهات المعنية، فهناك بعض المعدات، ولكنها ليست كافية، وفقاً لـ “غفران”.

تحرير: أحمد عثمان