استغلال تهديدات وبث فتن.. نظرة سياسيين من منبج لمخططات دمشق ضد مدينتهم
فادي الحسين – منبج
اعتبرت شخصيات سياسية وناشطون في منبج، أن حكومة دمشق تستغل التهديدات التركية لتختلق الفوضى وتزعزع الأمن والاستقرار بهدف تحقيق مكاسبها.
وترى ريم درويش، الرئيسة المشاركة لحزب الاتحاد الديمقراطي في منبج وريفها، بأن التهديدات التركية مستمرة لمناطق شمال شرقي سوريا وهي دائما تتركز على مدينة منبج التي تعتبر من المدن الاستراتيجية.
وتقول لنورث برس، إن التهديدات التركية تزداد على مدينة منبج، والتي يرافقها تصعيد من قبل حكومة دمشق، التي لا تبدي أي رأي أو ردة فعل حيال ما يجري في الأراضي السورية من قصف و”احتلال” لعدة مناطق، وخاصة تصعيدها الأخير على مدينة منبج التي هي جزء من الجغرافية السورية.
وفي الآونة الأخيرة تزايدت وتيرة التهديدات والتصعيد التركي على مدينة منبج، شمالي سوريا، وقصفٍ للمدينة بالطائرات المسيرة، ترافقه إثارة البلبلة داخل المدينة من قبل حكومة دمشق التي تستغل التهديدات التركية.
تضيف “درويش”، أنه يجب أن تتكاتف جميع الأطراف في سوريا والشعب السورية، وأن يكون هناك حوار سوري سوري ينهي الأزمة السورية ويطرد “الاحتلال” من كامل مناطق الشمال السوري.
وبعد كل تهديد من الدولة التركية على مدينة منبج يكون هناك خلق بلبلة من قبل حكومة دمشق والتي تعتبر “المستفيد الأكبر لتحقيق مكتسبات تخدم سياستها في المنطقة”، وفق “درويش”.
وارتأت بوجوب أن يكون هناك حوار جدي مع حكومة دمشق لحل الأزمة السورية، “للوصول لسوريا مثالية دون خلافات وأيادي خارجية”، على حد قولها.
ومن جانبه، يرى عبد القادر الحسين، وهو ناشط سياسي من منبج، أن تدخلات حكومة دمشق بوضع مدينة منبج من خلال خلاياها في المدينة “تعمل على اختلاق الفوضى في منبج وريفها ونزع الاستقرار”.
ويضيف لنورث برس، أن حكومة دمشق تسعى لـ “مكاسب” من خلال “الفوضى الخلاقة” داخل منبج، “لإعطاء الفرصة للدولة التركية من أجل تنفيذ هجماتها وتهديدات العلانية وغير العلانية في مناطق شمال شرقي سوريا عامة ومنبج خاصة، وهذا الأمر يخدم مصالحها”.
وفي كل مرة تهدد بها الدولة التركية أمن واستقرار منبج، تقوم حكومة دمشق بـ “بث فتن وألاعيب” تحاول من خلالها تحقيق مكتسبات تخدم سياستها في المنطقة.
ويرى “الحسين”، أن حكومة دمشق من خلال هذه الفوضى تسعى لتحقيق ضغوطات سياسية “لزيادة تدخلها في شؤون مناطق شمال شرقي سوريا”.
بينما يرى عبد الحكيم العيسى، وهو ناشط سياسي من منبج، أن حكومة دمشق تحاول “الاصطياد بالماء العكر، من خلال أي تهديد من النظام التركي، والذي يكون بتوافق مع حكومة دمشق، واللذان يعتبران أعداءً أمام الرأي العام وأصدقاء من تحت الطاولة”، على حد وصفه.
ويعتبر “العيسى”، أن الأفعال التركية أثبتت وجود “علاقة” بين حكومة دمشق والدولة التركية، لذلك تحاول دمشق استغلال أي تهديد تركي لمنطقة شرق الفرات بشكل عام، “لأنهم لا يريدون أن تكون شعوب المنطقة مرتاحة وبسلام”.
ويضيف: “حكومة دمشق من خلال ضعفها وضعف مواقفها، وعن طريق حلفائها الإيراني والتركي والروسي، أثبتت أنها عدو للشعب السوري بشكل عام وبكل أطيافه”.
ويتوقع أن سوريا “تحتاج لخمسين عاماً لـتتحرر على يد الشرفاء من أبناء المنطقة، بعيداً عن الأشخاص الذين لهم مطامع وأهداف مادية”.
ووفق قوله، إن “حكومة دمشق تهدف من وراء كل الفوضى والبلبلة التي تمر بها مدينة منبج، بسط سيطرتها على المنطقة وتحقيق أهدافها”.