ارتفاع سعر الدولار والمحروقات يضعفان القدرة الشرائية في بلدة بريف الحسكة

سامر ياسين – نورث برس

“انحرقنا حرق” بهذه العبارة يختصر بشير اليوسف (80 عاماً) حالهم مع الارتفاع الباهظ في أسعار المواد الغذائية والخضروات والمواد الأساسية التي يعتمد عليها السكان بشكل يومي.

“اليوسف” من سكان بلدة تل تمر، قال لنورث برس، إنه بالرغم من انعدام المياه والكهرباء والخبز الجيد في البلدة، تأتي الأسعار “الباهظة جداً”، لتزيد من معاناتهم.

وأضاف: “قدمت إلى السوق اليوم وأنا أحمل 100 ألف ليرة سورية، والآن أنا عائد إلى المنزل بألفي ليرة سورية فقط”.

وعدد “اليوسف”، بعض أسعار المواد الغذائية، “كيلو الفروج بـ20 ألف ليرة، والبندورة بـ3 آلاف، والبطاطا كذلك الأمر”.

ويقارن المسن بين أسعار المواد سابقاً والأسعار الآن: “سابقاً كنت أشتري المواد بكميات كبيرة، كالسكر والشاي والمواد الغذائية الأخرى، ولكن الآن لا استطيع أن أشتريها بهذه الكمية أبداً”.

وأضاف: “نحن شعب فقير لا نملك أي حيلة أمام هذه الأسعار، فإلى أين نتوجه؟

“من يملك عائلة لا يستطيع إطعامها”

ويقول محمد العواد (68 عاماً) وهو أب لـ8 أولاد من سكان قرية بريف تل تمر، لنورث برس: “وضع السوق والمواد بشكل عام بات سيئاً جداً وغالٍ إلى درجة لا تطاق، وبالأخص للعائلات الكبيرة التي لا تملك أي دخل ثابت أو محدد كأغلب سكان المنطقة”.

ويستذكر الرجل الكميات الكبيرة التي كان يشتريها في السابق، فالسكر كان يجلبه بالكيس (50 كيلو غرام)، “ولكن الآن لم اعد أستطع شراء كيلو غرام واحد، حتى الخضروات على سبيل المثال كيلو البندورة ب3 آلاف ليرة سورية، أنا لا أملك القدرة على شراءها بهذا السعر، وعلبة الزيت الواحدة تجاوزت ال60 ألف ليرة، لذلك أغلب الأيام لا نستطيع حتى طبخ الأكل للأطفال ليأكلوا بسبب غلاء المواد اللازمة بشكل يومي”.

المحروقات محلية والدولار عالمي

ويرجع إدريس الأحمد وهو تاجر مواد غذائية من بلدة تل تمر سبب هذا الغلاء الفاحش وتوقف حركة السوق بنسبة كبيرة، “لارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية، بالإضافة إلى رفع سعر المحروقات من قبل الإدارة الذاتية مؤخراً”.

يقول “الأحمد” لنورث برس: “بعد هذا الارتفاع الكبير بأسعار المواد في المنطقة، بات من الصعب على السكان التعايش مع هذا الواقع، والسبب الرئيسي هو ارتفاع سعر المحروقات في هذه المنطقة”.

ويعلل ذلك السبب بالقول: “المحروقات إنتاج وطني ومن الممكن التحكم بسعرها، ولكن الدولار يعتبر ارتفاعه عام وعالمي لا نستطيع أن نفعل أمامه شيء”.

ورفعت “الإدارة الذاتية” أسعار المحروقات في مناطقها لكل صنف نسبة مئوية معينة، إذ تجاوزت نسبة السعر الجديد لبعضها 100% عن السعر القديم، ذلك بالتزامن مع وصول سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية في الأيام الأخيرة إلى حاجز ال13 ألف ليرة سورية.

وبسبب ارتفاع المحروقات، أضيف مبلغ 10 آلاف ليرة سورية على طرد كل سلعة، وأكثر المتضررين من هذا الارتفاع هم أصحاب الدخل المحدود بالليرة السورية، “حيث كانت 20 ألف ليرة سورية تكفي مصروف عائلة واحدة ليوم واحد، ولكن الآن أقل مصروف يومي يتجاوز 60 ألف ليرة”، بحسب “الأحمد”.

ويشير “الأحمد” إلى أن أصحاب المحلات التجارية الذين يشترون المواد منه، بالإضافة إلى سكان البلدة، تراجعت قدرتهم إلى أكثر من النصف، أي أن صاحب المحل الذي كان يشتري 10 طرود من سلعة معينة بات يأخذ نصف الكمية وأحياناً أقل من النصف “بسبب عدم قدرته على دفع كامل المبلغ”، حسب قوله.

وطالب “الأحمد” الإدارة الذاتية، بالنظر في موضوع أسعار المحروقات وإعادة دراسته “لأنه أثر بشكل سلبي وكبير على الوضع المعيشي للسكان، وانعكس سلباً على وضع السوق من ناحية حركة البيع والشراء اليومية”.

تحرير: تيسير محمد