سامر ياسين – نورث برس
توقف مدرّس إبراهيم، منذ حوالي العام عن العمل في مجال اللحام في محله في بلدة تل تمر، بريف الحسكة، بسبب الارتفاع الكبير في سعر الغاز الصناعي الذي يعد مادة أساسية في عمله.
“إبراهيم” (42 عاماً) وهو نازح من مدينة سري كانيه/رأس العين إلى بلدة تل تمر وصاحب محل طورنو للخراطة والتسوية في المدينة الصناعية في البلدة، قال لنورث برس: “منذ حوالي العام وحتى الآن نعاني بشكل كبير في تأمين الغاز الصناعي لعملنا”.
وأوقف الرجل العمل في مجال اللحام ولحام الأوكسجين بسبب ارتفاع سعر الغاز، “كنا نشتري جرة الغاز الصناعي الواحدة بـ25 ألف ليرة سورية، بينما الآن وصل سعرها إلى 10 دولار أمريكي”.
وعن نفسه يشير إلى أنه ليس لديه القدرة على شراء أسطوانة غاز بهذا السعر، “ولا حتى زبائني لديهم القدرة على تصليح أي قطعة عندي بموجب هذا السعر”.
وبدون وجود قرار رسمي، رفعت الإدارة الذاتية سعر أسطوانة الغاز الصناعي والتجاري إلى 10 دولار أمريكي مطلع العام 2023 الجاري، بعد أن كان سعر الواحدة 25 ألف ليرة سورية.
وغلاء سعر الغاز يتزامن مع الغلاء الفاحش في أسعار المواد الأخرى في الأسواق، “لذلك هناك ضعف كبير في حركة العمل في المدينة الصناعية في البلدة، ويؤثر ذلك على دخلنا اليومي بشكل كبير، حتى أحياناً نفكّر في إغلاق محلاتنا بسبب شلل الحركة أغلب الأيام”، يقول “إبراهيم”.
“لحام القطعة أغلى من سعرها”
ويشكي الحدّاد عبد الحميد الشاهر (52 عاماً) من الارتفاع الباهظ في سعر الغاز الصناعي الذي يعتمد عليه بشكل يومي وأساسي في عمله بالحدادة.
ويقول لنورث برس: “عندما كان سعر الغاز الصناعي ب25 ألف ليرة سورية، كان العمل جيد جداً وحتى الزبائن والسكان لم يشتكوا من الغلاء الطفيف في أسعارنا، ولكن الغلاء الأخير أثر بشكل كبير على المواطنين بشكل عام وعلينا كأصحاب مهن وعلى عملنا بشكل خاص”.
وأضاف: “عندما لا تتوفر مادة معينة ضمن العمل، كل شيء متعلق بها سيتوقف تماماً، لأن الغلاء الأخير فاحش جداً وبسعر غير معقول، لذلك لا نستطيع شراء الغاز بهذا السعر وذلك ينعكس سلباً على عملنا بشكل كبير”.
وعن أسعار التصليحات في محله، قال: “عندما كانت الجرة تباع بـ8 آلاف ليرة سورية كنا نأخذ على لحام كل قطعة مبلغاً لا يتجاوز الـ1500 ليرة سورية، وعندما رُفع سعرها إلى 25 ألف، أصبحنا نلحم القطعة الواحدة بـ5 آلاف ليرة”.
وأضاف: “لكن الآن إذا قمنا بشراء الجرة الواحدة ب10 دولارات، سنضطر لرفع سعر اللحام إلى 25 أو 30 ألف ليرة سورية، وبالأساس أغلب القطع يكون سعر الجديدة منها أرخص من سعر التصليح هذا، لذلك يلجأ الزبون لشراء قطعة جديدة منها وعدم تصليحها، وكل هذا بسبب ارتفاع سعر الغاز الصناعي”.
وحمل “الشاهر” الإدارة الذاتية، ضرورة الاضطلاع على واقعهم والقيام بمسؤولياتها وخفض أسعار الغاز الصناعي وجعله كسعر الغاز المنزلي، “لأن كلا النوعين من الغاز يدخل في إطار خدمة السكان”، حسب تعبيره.