حي المشهد في حلب.. أربع سنوات من الإهمال وغياب الخدمات الحكومية
حلب – على ألآغا – نورث برس
عانى حي المشهد، جنوبي مدينة حلب، من الإهمال وغياب الخدمات من قبل المؤسسات الحكومية، منذ استعادة قوات الحكومية السورية السيطرة عليه قبل حوالي /4/ سنوات.
ولا تزال الأنقاض ومخلفات العمليات القتالية التي جرت في الحي، ماثلة كما هي، منذ انتقال فصائل المعارضة السورية المسلحة إلى الأحياء الشرقية في مدينة حلب أواخر العام 2016، إذ لم يشهد الحي أي عمليات تنظيف منذ ذلك الوقت.
وبدأ مجلس مدينة حلب بأول حملة تعقيم لبعض الأحياء في الـ 15 آذار/مارس الفائت كإجراء وقائي بعد انتشار فيروس كورونا في دول الجوار حينها، ورغم أن التعقيم شمل بعض الأحياء التي شهدت دماراً كحي الأنصاري الذي شهد مؤخراً عملية تنظيف.
إلا أن حملة التعقيم لم تطل حي المشهد، إذ يعاني السكان من وضع مزرٍ نتيجة تراكم الأنقاض والقمامة وانتشار القوارض والأمراض المعدية الناتجة عنها.
كما لم يوافق مجلس المدينة على تشغيل الفرن الآلي الموجود في الحي، ولا يوجد فيه أي مستوصف أو مركز صحي، رغم الكثافة السكانية فيه.
وأكد المواطن علي سواس والذي يملك محلاً لبيع الخضروات في الحي، بأن الحي المشهد لم يشهد عملية تنظيف أو ترحيل للأنقاض. منوهاً إلى أنهم قاموا برفع طلب لمجلس مدنية حلب منذ أكثر من سنتين لترحيل الأنقاض المتراكمة، "ولكن المجلس لم يتجاوب"، على حد قوله.
وأضاف سواس، أن الحي حتى الآن لم يشهد عمليات تنظيف أو تعقيم فيما يخص إجراءات الوقاية من فيروس كورونا التي يقوم بها مجلس المدنية، ولفت إلى أن القمامة منتشرة في كل مكان، بحسب تعبيره.
في السياق ذاته، قال عبد القادر الكيلاني صاحب الفرن الآلي في حي المشهد، إنه راجع مجلس مدينة حلب بعد استعادة السيطرة على الحي لطلب إعادة تشغيل الفرن، لكن لم يلقَ الموافقة. وذكر بأنه حاول من جديد مراجعة مجلس المدينة قبل /7/ أشهر، لكن من دون جدوى.
وتابع الكيلاني: "هذا يدل على أن مجلس المدنية لا يريد تخفيف الازدحام أمام الأفران، لو أراد ذلك لوافق من أجل مساعدة الأهالي الذين يضطرون للذهاب لحي الزبدية من أجل الحصول على ربطة خبز".
وأشار الكيلاني إلى أن الكهرباء لم تصل إلى حي المشهد منذ /4/ سنوات، بينما تتوفر الكهرباء في منطقة الزربة التي استعادتها الحكومة منذ عدة أشهر فقط.
وتساءل "كيف ذلك؟!.. منوّهاً إلى أن أسعار الأمبيرات في الحي عشوائية وبدون مراقبة جدية.
وأوضح الصيدلي عبد الهادي الجباوي أن الوضع الصحي في حي المشهد سيء جداً، وأنه لا يتوفر فيه مستوصف أو مركز صحي، مشيراً إلى أن فصل الصيف تنتشر فيه الأمراض؛ كالكوليرا والسل وأمراض أخرى تتعلق بالجهاز التنفسي عند الأطفال، بسبب القمامة التي باتت تحتل أكثر من 88 % من مساحة الحي. على حد قوله.