على حالهم.. تسعة أعوام على المجزرة التي ارتكبها “داعش” بحق الإيزيدين في العراق

سهى كامل – أربيل

يصادف الثالث من شهر آب/ أغسطس من كل عام، الذكرى التاسعة للمجزرة التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بحق الأقلية الإيزيدية في شنغال (سنجار) في إقليم كردستان العراق. التي راح ضحيتها آلاف الإيزيدين، ونزح أكثر من 400 ألف، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ومنذ دخول تنظيم “داعش”، لقرى شنغال في العام 2014، هربت العديد من العائلات الإيزيدية إلى إقليم كردستان، واستقرت في مخيمات النزوح واللجوء في دهوك وأربيل، بعضهم استقر في خيم صغيرة على أطراف مدن الأقليم.
وتعيش في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، عدد من العائلات الإيزيدية، التي لم تجد مأوى لها، فاستخدمت الخشب والنايلون والبلاستيك لبناء خيم صغيرة، ترد عنها حرارة الصيف وبرد الشتاء، منهم عائلة النازح الإيزيدي قاسم قوال.

يقول “قوال” لنورث برس، إنه منذ نحو تسع سنوات يعيش مع عائلته في خيمة صغيرة مصنوعة من النايلون والخشب، مغطاة بالأقمشة القديمة، يفتقرون لأبسط مقومات الحياة كالمياه والكهرباء والأثاث المنزلي.

يعمل “قوال” في تربية الأغنام، “لدي بعض الخراف، أعتني بهم بالقرب من خيمتي، أبيع اللبن لسكان الحي، أعيش أنا وعائلتي بما يتوفر لدينا من طعام وشراب، لا يهتم أحد لأمرنا، منذ دخول داعش لقريتنا في سنجار خسرنا كل أملاكنا، وأصبحنا نازحين”.

تقطّع “خفشة خوديدة” الطماطم، لتجهيز وجبة الغداء، سيتناولون اليوم البامية مع الخبز، “أحاول إطعام أطفالي وزوجي، لكن ليس لدينا ما يكفي، منذ دخول داعش لقريتنا، هربنا إلى الجبال في سوريا، مشياً على الأقدام، منذ ذلك الوقت مازلتُ مريضة، أحتاج الدواء والعلاج، زوجي أيضاً مريض”.

تعيش “خوديدة”، في خيمة صغيرة مكوّنة من غرفة معيشة ومطبخ صغيرة، إضافة لحمّام خارجي، تقول لنورث برس:”تسع سنوات نعيش هنا، لماذا لا تساعدنا الجهات المعنية، نريد العودة إلى سنجار أو الانتقال إلى منزل بسقف وحائط يحمينا من هذه البريّة”.

أما الشاب باسم قاسم رغم قسوة النزوح، إلا أنه يدرس ويعمل معاً، يقول لنورث برس:

“أدرس في الصف الثالث الثانوي، في المدرسة القريبة من خيمتنا، أعمل في أوقات الفراغ في نقل الأثاث والتحميل، ليس لدينا خيار آخر، داعش دمّر حياتنا، اغتصب نساءنا وقتل أطفالنا، علينا أن نقاوم ونعمل لنستمر بالحياة”.

يصعب على “باسم” التعبير عن مشاعره، في الذكرى السنوية التاسعة لخروجه من أرضه ودياره، “إنها ذكرى مؤلمة ليس فقط للإيزيدين، بل لكل إنسان مازال يحمل سمات الإنسانية، نطالب المنظمات الدولية بمساعدتنا، الشتاء على الأبواب، وفي كل عام نواجه البرد والأمطار، نتمنى أن تتحسن أحوالنا هذا العام”.

ومارس تنظيم “داعش” أبشع أنواع التعذيب بحق الأقلية الإيزيدية في شنغال، وصفت بالإبادة الجماعية، واستعباد النساء وقتل الأطفال، إضافة إلى التغيير الديموغرافي لمناطق الإيزيدين الكرد.

وأبرمت الحكومة الإتحادية في بغداد والسلطات المحلية في إقليم كردستان، في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2020، “اتفاقية سنجار”، برعاية الأمم المتحدة والتحالف الدولي، وبقيادة الولايات المتحدة، نصت الاتفاقية على إخراج الفصائل المسلحة من البلدة، تمهيداً لإعادة تأهيلها، وعودة النازحين الإيزيدين، لكن لم يتم تنفيذ بنودها حتى الآن.

تحرير: تيسير محمد