هاني السالم ـ إدلب
“من وراءها.. ولماذا جاءت في هذا التوقيت؟ أسئلة تجول في أذهان سكان إدلب شمال غربي سوريا، حول الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها تحركات وقيادات هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، دون معرفة الفاعل، في وقت برز خرق أمني كبير في جسد الهيئة، قوبل بحملة اعتقالات واسعة ضمن صفوفها.
ومنذ مطلع تموز/ يوليو الماضي، شهدت مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام نحو 11 هجوماً مسلحاً ضد تحركاتها وقياداتها، دون أن تتمكن من القبض على أي شخص منتمي لهذه الجماعات المهاجمة.
وزادت تلك الجماعات من وتيرة نشاطها عبر نصب حواجز طيارة واختطاف عناصر في الهيئة أيضاً، وسط تضارب المعلومات عن انتماءاتهم وغياب الدليل الواضح عن حقيقتها وسبب ظهورها لاسيما في هذا الوقت.
وظهرت الجماعة المهاجمة عبر مقاطع مصورة كفصيل ثوري مجهول الانتماء العسكري، تحت اسم “سرايا درع الثورة”، حيث برزت هذه الجماعة لأول مرة في مقطع إعدام أبو صهيب سرمدا، أبرز أمنيي هيئة تحرير الشام شمالي إدلب، تبعه مقطع آخر يظهر نصب حاجز طيار على طريق الm4 بريف إدلب تحت ذات المسمى.
القيادي في أحرار الشام ضمن إدلب، شاهين الحموي، كما يسمي نفسه، وخلال حديث مع نورث برس قال: “ليس من الغريب ظهور هذه الجماعة وتعرض هيئة تحرير الشام لهذه الهجمات، فلكل فصيل أعداء”.
وأضاف: “لكن تبنيها هذا الاسم ومهاجمة عناصر وقيادات وتحركات الهيئة بهذه الأريحية هو ما يؤكد فرضية أن يكونوا جزءاً من الهيئة وما ظهورهم إلا لغايات عسكرية سياسية تسعى وراءها قيادة الهيئة”.
وبرزت هذه الجماعة بعد الحملة الأمنية التي شنتها هيئة تحرير الشام بحق المئات من عناصرها وقياداتها وموظفين في حكومة الإنقاذ، وذلك في ال18 من حزيران/ يونيو الماضي.
وبحسب مصادر عدة، فإن عمل هذه الجماعة “ما هو إلا محاولة للتغطية على حملة الهيئة الأمنية التي تسببت بغضب شعبي كبير، وبالتالي إظهار نفسها أنها ضحية مؤامرة خارجية”.
وبحسب مصدر أمني في جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام، فقد بلغ عدد القتلى ضمن صفوف الهيئة خلال تموز/ يوليو الماضي، 6 عناصر بينهم قياديين إضافة لأكثر من 17 إصابة بهجمات مجهولة نفذتها خلايا تدعي مسمى “سرايا درع الثورة”.
وتمكنت هذه الخلايا من اختطاف 3 عناصر عثر على جثة أحدهم على أطراف قرية نحلة جنوبي إدلب بينما لا زال البقية مفقودين، وسط محاولات حثيثة لمعرفة هذه الخلايا والقبض عليها.
والمناطق التي ظهرت فيها هذه الخلايا هي “معرة مصرين، منطقة سهل الروج، ريف جسر الشغور، ومنطقة أريحا وريفها إضافة لمنطقة الأتارب، ضمن ريف إدلب”، وجميع هذه المناطق، بحسب مصدر أمني آخر في الهيئة، “تضم عدداً من أنصار حزب التحرير المناهض لهيئة تحرير الشام، مما يعطي مبرراً للهيئة لتنفيذ حملات اعتقالات متكررة بحق كل شخص معارض أو مناهض لها وسط تغييبهم ومنع ذويهم من زيارتهم”.
وأضاف المصدر: “تبني المجموعة المهاجمة لراية الثورة التي يتبناها الجيش الوطني عادة، ماهي إلا تعميق للخلاف بين الطرفين وإظهار الجولاني بمظهر الضحية، وبنفس الوقت خلط الأوراق وشرعنة عمليات الاعتقال التي لا تزال مستمرة”.
وذكرت مصادر أن “عجز أجهزة أمن الهيئة عن العثور على هذه الخلايا المهاجمة واعتقالها، زاد من تأكيد فرضية وقوف الهيئة خلف هذه الهجمات”.