لاجئون سوريون في بغداد يواجهون خطر الترحيل قسراً
أربيل – نورث برس
تحتجز السلطات العراقية في بغداد، منذ حوالي شهر، عشرات اللاجئين السوريين وتعتزم ترحيلهم إلى دمشق وتسليمهم لها، رغم أن هؤلاء اللاجئين يحملون إقامات رسمية صادرة عن حكومة إقليم كردستان، ووثائق من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في أربيل عاصمة الإقليم.
وتطالب العديد من المنظمات الإنسانية، المسؤولين بمنع ترحيل هؤلاء اللاجئين، بل نقلهم من بغداد إلى أربيل، خوفاً على حياتهم في ظل الوضع الأمني غير المستقر في سوريا، وهو ما تؤكده الأمم المتحدة باستمرار وترفض ترحيل السوريين.
وقال رشيد علي جان، مدير منظمة “جاني روج” وهي منظمة حقوقية في أربيل، الثلاثاء، إنه منذ حوالي أسبوعين تواصلت معه بعض عائلات السوريين المحتجزين في بغداد، معظمهم كرد من “روج آفا” وطالبوا بمساعدتهم لإعادة ذويهم إلى أربيل.
وأضاف في مقابلة مع نورث برس إن 71 لاجئاً سورياً محتجزين في بغداد، من بينهم 22 شخصاً من عائلة واحدة، من منطقتي كوباني ومنبج شمالي سوريا، “تواصلنا مع مكتب الأمم المتحدة ومع بعض الجهات الحكومية لمنع ترحيلهم”.
وقبل أيام، رحّلت السلطات العراقية عبر مطار بغداد الدولي 15 لاجئاً سورياً، عرف منهم سيدتين تم ترحيلهن بدون أزواجهن، وفقاً لعلي جان.
ويضيف أن بغداد تتحجج بأن استمارات وإقامات اللاجئين الصادرة عن حكومة الإقليم “غير قانونية”، بل عليهم استخراج إقامات صادرة من بغداد.
ومنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، لجأت العديد من العائلات السورية إلى إقليم كردستان، لكن مع تراجع الوضع الاقتصادي بدأ بعضهم بالانتقال إلى بغداد بطرق غير شرعية، لأن الدخول إلى بغداد يتطلب استخراج إقامة سنوية صادرة عن الحكومة الاتحادية، وتتراوح قيمتها بين 1200 إلى 1700 دولار أميركي.
وقال مدير المنظمة الحقوقية إن السوريين المحتجزين غادروا إلى بغداد للبحث عن عمل أفضل، ومنهم ذهب لإجراء عمليات جراحية واستقروا في بغداد، وبعضم استخرج إقامة رسمية.
وتمنع القوانين والمواثيق الدولية ترحيل اللاجئين خاصة في البلدان التي تشهد حرب، لكن يقوم العراق ولبنان وتركيا بترحيل السوريين، بينما تقول الأمم المتحدة إن ظروف العودة إلى سوريا “غير مناسبة”، وتتخوف من مصير العائدين.
وناشد علي جان المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة وحكومة العراق وحكومة إقليم كردستان، للتدخل من أجل إطلاق سراح اللاجئين السوريين، وجلبهم مع عائلاتهم إلى الإقليم، كونهم يحملون إقامات إقليم كردستان، “كي يتمكنوا من العيش بسلام”.